للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الواقعة» (١). وبمناسبة الحديث عن أولاد شيخ الشّيوخ يقول: «وقد ذكرت أولاد شيخ الشّيوخ في كتاب «تاريخ مصر الكبير» واستقصيت فيه أخبارهم» (٢)، وعند ذكر قبر الإمام الشّافعي يقول:

«وله في تاريخي الكبير المقفّى ترجمة كبيرة» (٣)، ويحيل على نفس الكتاب بمناسبة حديثه عن إحداث القول بوصيّة رسول اللّه لعليّ بن أبي طالب بالإمامة من بعده قائلا «كما ذكر في ترجمة ابن سبأ من كتاب التاريخ الكبير المقفّى» (٤).

ويحتلّ كتاب «المقفّى الكبير» مكانة كبيرة عند المقريزي تعادل مكانة كتاب «المواعظ والاعتبار» ففيه تراجم أهل مصر من بداية الفتح إلى أواسط القرن الثّامن الهجري، وهو يحيل عليه القارئ لطلب تفصيلات عن الأشخاص الذين يوجز عند ذكرهم في «الخطط» أو في مؤلّفاته التاريخية (٥)، فهو كما يقول، عند ما ورد ذكر بكتمر السّاقي في كتاب السّلوك: «وقد ذكرت ترجمته في كتابنا الكبير المقفّى بما فيه كفاية إذ هو كتاب تراجم ووفيات كما أنّ هذا كتاب حوادث ومجريات» (٦).

أمّا كتاب «درر العقود الفريدة» فيحيل عليه القارئ فيما يخصّ المعاصرين له ويشير إلى أنّه قد ذكر المترجم به بأبسط من هذا في هذا الكتاب (٧).

وفيما يخصّ المعلومات الطّبوغرافية فإنّه يحيل بالطّبع في سائر مؤلّفاته على كتاب «الخطط» (٨)، كما نراه يحيل في كتاب «شذور العقود في ذكر النقود» على رسالته الهامّة «إغاثة الأمّة بكشف الغمّة» (٩).

وهكذا فإنّ المقريزي لم يكن - كما يحلو لبعض المستشرقين أن يصفوه - مجرّد جامع للمعلومات وإنّما كان مؤرّخا صاحب منهج وخطّة علمية واضحة تتّضح من خلال ربطه لمؤلّفاته بعضها ببعض.


(١) المقريزي: الخطط ٤٦٢: ٢.
(٢) نفسه ٣٤: ٢.
(٣) نفسه ٤٦٢: ٢.
(٤) نفسه ٣٥٧: ٢.
(٥) المقريزي: الذهب المسبوك في ذكر من حج من الخلفاء والملوك ٢٨، ٥١، ٧٣، ٧٦، ٧٩، ٨٢، ٨٦.
(٦) المقريزي: السلوك ٣٦٥: ٢.
(٧) المقريزي: الخطط ٥٢: ٢، ٦٠، ٧٥.
(٨) المقريزي: المقفى ٣٦٨: ٢، ٨١٨: ٣، ٦٦٨: ٥، ٤٩٣: ٦، السلوك ٦٤١: ٢.
(٩) المقريزي: شذور العقود في ذكر النقود ٧٦.