للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقال كانت عدّة الأهرام ثمانية عشر هرما منها تجاه مدينة الفسطاط ثلاثة، أكبرها دوره ألفا ذراع، وهو مربّع، في كلّ وجه من وجوهه الأربعة خمس مائة ذراع (١).

ويقال إنّ المأمون لمّا فتحه وجد فيه حوضا من حجر مغطّى بلوح من رخام وهو مملوء بالذّهب، وعلى اللّوح مكتوب بقلم عرّب فكان: «إنّا عمّرنا هذا الهرم في ألف يوم، وأبحنا لمن يهدمه في ألف يوم (a)، والهدم أسهل من العمارة. وكسوناه جميعه بالدّيباج، وأبحنا لمن يكسوه الحصر، والحصر أيسر من الدّيباج. وجعلنا في كلّ جهة من جهاته مالا بقدر ما يصرف على الوصول إليه» (٢).

فأمر المأمون أن يحسب ما صرف على النّقب، فبلغ قدر ما وجد في الحوض من غير زيادة ولا نقص (٣).

ويقال: إنّه وجد فيه صورة آدمي من حجر أخضر كالدّهنج، مطبقة (b) كالدّواة، ففتح فإذا فيه جسد إنسان (c) عليه درع من ذهب (d)) مزيّن بأنواع الجواهر، وعلى صدره نصل سيف لا قيمة له، وعند رأسه حجر (d) من ياقوت أحمر في قدر بيضة الدّجاجة. فأخذه المأمون وقال: هذا خير من خراج الدنيا (e).

وذكر بعض مؤرّخي مصر أنّ هذا الصّنم الأخضر الذي وجدت الرّمّة فيه لم يزل مسلقا (f) عند دار الملك بمدينة مصر إلى سنة إحدى عشرة وخمس مائة (g) من سني الهجرة (٤).

وكان عند مدينة فرعون يوسف هرمان، وعند ميدوم هرم، وهذا آخرها.

وفي سنة تسع وسبعين وخمس مائة من سني الهجرة ظهر بتربة بوصير من ناحية الجيزة بيت هرميس، ففتحه القاضي ابن الشّهرزوري/ وأخذ منه أشياء من جملتها كباش وقرود وضفادع من حجر بازهر، وقوارير من دهج، وأصنام من نحاس.


(a) بولاق: سنة.
(b) بولاق: فيها طبق.
(c) بولاق: آدمي.
(d-d)) ساقطة من الأصل.
(e) بولاق: الذهب.
(f) بولاق: معلقا.
(g) بولاق: وست مائة، وانظر فيما تقدم ٣١٤.
(١) أبو حامد الغرناطي: تحفة الألباب ٧٧ وفيما تقدم ٣١٣.
(٢) هذا النص موجود في الكراسة التي بخط المقريزي المحفوظة في مكتبة. Liege
(٣) انظر فيما تقدم ٣٠٦.
(٤) انظر فيما تقدم ٣١٤.