للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحجارة من الفيّوم، وهذا معروف إذا نظر إلى طينه لم يعرف له معدن إلاّ بالفيّوم، وليس بمنف ووسيم له شبه من الطّين (١).

وأمّا قبر الملك - صاحب قرياس هذا - فإنّه الهرم الكبير من الأهرام التي في بحريّ دير أبي هرميس، وعلى بابه لوح كدّان مكتوب فيه باللاّزورد، طول اللّوح ذراعان في ذراع، وكلّه مملوء كتابا مثل كتابة البرابي، يصّعد إلى باب الهرم بدرج بعضها صحيح لم ينخرم. وفي هذا الهرم ذخائر صاحبه من الذّهب وحجارة الزّمرّد، وإنّما سدّ بابه حجارة سقطت من أعاليه، ومن وقف عليه رآه بيّنا (٢).

وقال ابن عفير عن أشياخه: إنّ جياد بن مياد بن شمّر بن شدّاد بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح ملك الإسكندرية، وكانت تسمّى إرم ذات العماد، فطال ملكه وبلغ ثلاث مائة سنة، وهو الذي سار وبنى الأهرام وزبر فيها:

«أنا جياد بن مياد بن شمّر بن شدّاد، الشاد بزراعة الواد، المؤيّد الأوتاد، الجامع الصّخر في البلاد، المجنّد الأجناد، الناصب العماد، الكند الكناد، تخرجه أمّة اسم نبيّها حمّاد، آية ذلك إذا غشى بلد البلاد، سبعة ملوك أجناس السّواد. تاريخ هذا الزّبر ألف سنة وأربع مائة سنة عداد».

وقال ابن عفير وابن عبد الحكم: وفي زمان شدّاد بن عاد بنيت الأهرام، فيما ذكر بعض المحدّثين. ولم نجد عند أحد من أهل العلم من أهل مصر معرفة في الأهرام ولا خبر يثبت (a) (٣).

وقال محمد بن عبد اللّه بن عبد الحكم: ما أحسب الأهرام بنيت إلاّ قبل الطّوفان، لأنّها لو بنيت بعده لكان علمها عند الناس (٤).


(a) بولاق: ثبت. (راجع Haarmann، U.، El ٢? art.Sakka? ra? VIII،. (pp. ٩٢٥ - ٢٦
(١) ياقوت: معجم البلدان ٤٠١: ٥.
(٢) الإدريسي: أنوار علوي الأجرام ١١٥ - ١١٩ وهو آخر ما نقله ممّا قصّه القضاعي عن خبر الأهرام على ما وجد في الصحيفة المترجمة.
(٣) ابن عبد الحكم: فتوح مصر ٤٣؛ ياقوت: معجم البلدان ٤٠١: ٥؛ وانظر المسعودي: التنبيه والإشراف ٢٠ ومقال فودور ٦٣ - ٣٦٢. Fodor، A.، op.cit، pp.
(٤) ياقوت: معجم البلدان ٤٠١: ٥.