للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لهم: وأيّ يوم فيه انحلال الفلك؟ قالوا: اليوم الثاني من بدوّ حركة الفلك».

فهذا ما كان في (a) القرطاس.

فلمّا مات الملك سوريد بن سهلوق، دفن في الهرم الشّرقي، ودفن هرجيب في الهرم الغربي، ودفن كرورس في الهرم الذي أسفله من حجارة أسوان وأعلاه كدّان.

ولهذه الأهرام أبواب في آزاج تحت الأرض، طول كلّ أزج مائة وخمسون ذراعا، فأمّا باب الهرم الشّرقي فمن الناحية البحرية، وأمّا باب أزج الهرم (b)) الغربي فمن النّاحية الغربية، وأمّا باب أزج الهرم (b) المؤزّر فمن الناحية القبلية. وفي الأهرام من الذّهب وحجارة الزّمرّد ما لا يحتمله الوصف.

وإنّ مترجم هذا الكتاب من القبطي إلى العربي (c) أجمل النّارنجات (d) إلى أوّل يوم من توت - وهو يوم الأحد طلوع شمسه سنة خمس وعشرين ومائتين من سني العرب - فبلغت أربعة آلاف وثلاث مائة وإحدى وعشرين سنة لسنتي الشّمس.

ثم نظر كم مضى للطّوفان إلى يومه هذا فوجده ألفا وسبع مائة وإحدى وأربعين سنة وتسعة وخمسين يوما وثلاث عشرة ساعة وأربعة أخماس ساعة وتسعة وخمسين جزءا من أربع مائة جزء من ساعة، (e)) فألقاها من الجملة فبقي معه ثلاث مائة وتسع وتسعون سنة ومائتان وخمسة أيّام وعشر ساعات وأحد وعشرون جزءا من أربع مائة جزء من ساعة (e). فعلم أنّ هذا الكتاب المؤرّخ كتب قبل الطّوفان بهذه السّنين والأيام والسّاعات والكسر من السّاعة (١).

وأمّا الهرم الذي بدير أبي هرميس، فإنّه قبر قرياس، وكان فارس أهل مصر، وكان يعدّ بألف فارس، فإذا لقيهم لم يقوموا به وانهزموا؛ وإنّه مات فجزع الملك عليه جزعا بلغ منه، واكتأبت لموته الرّعيّة، فدفنوه بدير [أبي] هرميس، وبنوا عليه الهرم مدرّجا (٢). وكان طينه الذي بني به مع


(a) ساقطة من بولاق.
(b-b)) ساقطة من بولاق.
(c) الأصل من القبلي إلى الغربي.
(d) بولاق: الناريخين.
(e-e)) ساقطة من الإدريسي. نتيجة انتقال نظر.
(١) آخر ما أورده ياقوت الحموي من نص القضاعي (معجم البلدان ٣٩٩: ٥ - ٤٠٠).
(٢) المقصود به الهرم المدرّج، ودير هرميس أو أبو هرميس هو الموضع المعروف الآن ب «سقّاره» في الجيزة