للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المؤزّر (a)، وبنيت أفروشنات في أسفل مصر وأعلاها. فكتبنا في حيطانها علم غامض أمور النّجوم وعللها، والصّنعة والهندسة والطّبّ، وغير ذلك ممّا ينفع ويضرّ، ملخّصا مفسّرا لمن عرف كلامنا وكتابتنا.

فإنّ (b) هذه الآفة نازلة بأقطار العالم، وذلك عند نزول قلب الأسد في أوّل دقيقة من رأس السّرطان، وتكون الكواكب عند نزوله إيّاها في هذه المواضع من الفلك: الشّمس والقمر في أوّل/ دقيقة من رأس الحمل وقرونس في درجة وثمان وعشرين دقيقة، وراويس في الحوت في تسع وعشرين درجة وثمان وعشرين دقيقة، وآرين في الحوت في تسع وعشرين درجة وثلاث دقائق، وأفروديطي (c) في الحوت في ثمان وعشرين درجة ودقائق، وهرمس في الحوت في سبع وعشرين درجة ودقائق، والجوزهر في الميزان، وأوج القمر في الأسد في خمس درجات ودقائق.

ثم نظرنا هل يكون بعد هذه الآفة كون مضرّ بالعالم، فأصبنا الكواكب تدلّ على أنّ آفة نازلة من السّماء إلى الأرض، وأنّها ضدّ الآفة الأولى، وهي نار محرقة أقطار العالم. ثم نظرنا متى يكون هذا الكون المضرّ، فرأيناه يكون عند حلول قلب الأسد في آخر دقيقة من الدرجة الخامسة عشرة من الأسد، ويكون إبليس معه في دقيقة واحدة متّصلة بقرونس من تثليث الرّامي، ويكون راويس مشتري في أوّل الأسد في آخر احتراقه ومعه. آرين في دقيقة، ويكون سليس في الدّلو مقابلا لإيليس ومعه الذّنب في اثنتين وعشرين، ويكون كسوف شديد له مكث يوازي القمر، ويكون هرمس في بعده الأبعد أمامها مقبلين، أمّا أفروديطي (c) فللاستقامة، وأمّا هرمس فللرّجعة.

قال الملك: فهل عندكم من خبر توقفونا عليه غير هاتين الآفتين؟ قالوا:

إذا قطع قلب الأسد ثلثي سدس أدواره، لم يبق من حيوان الأرض متحرّك إلاّ تلف، فإذا استتّم أدواره تحلّلت عقد الفلك، وسقط على الأرض. قال


(a) بولاق: الملون.
(b) بولاق: وإن.
(c) بولاق: أفردوبطن.