مائة، وهو آخر ملوك بني نجاح. فتغلّب على اليمن عليّ بن مهدي في سنة أربع وخمسين.
وأمّا «الصّليحي» فإنّه عليّ بن القاضي محمّد بن عليّ، كان أبوه في طاعته أربعون ألفا، فأخذ ابنه التّشيّع عن عامر بن عبد اللّه الزّواحي - أحد دعاة المستنصر - وصحبه حتى مات. وقد أسند إليه أمر الدّعوة فقام بها، وصار دليلا لحاجّ اليمن عدّة سنين، ثم ترك الدّلالة في سنة تسع وعشرين وأربع مائة، وصعد رأس جبل مسار في ستين رجلا، وجمع حتى ملك اليمن في سنة خمس وخمسين، وأقام على زبيد أسعد بن شهاب بن عليّ الصّليحي - وهو أخو زوجته وابن عمّه - ثم إنّه حجّ فقتله بنو نجاح في ذي القعدة سنة ثلاث وسبعين.
واستقرّت التّهائم لبني نجاح، واستقرّت صنعاء لأحمد بن علي الصّليحي المقتول، وتلقّب ب «الملك المكرّم»، ثم جمع وقصد سعيد بن نجاح بزبيد، وقاتله وهزمه إلى دهلك، وملك زبيد في سنة خمس وسبعين. فعاد سعيد وملك زبيد في سنة تسع وسبعين، فأتاه المكرّم وقتله في سنة إحدى وثمانين، ثم ملك جيّاش أخو سعيد.
ومات المكرّم بصنعاء سنة أربع وثمانين. فملك بعده أبو حمير سبأ بن أحمد المظفّر بن علي الصّليحي في سنة أربع وثمانين، حتى مات سنة خمس وتسعين. وهو آخر الصّليحيّين.
فملك بعده عليّ بن إبراهيم بن نجيب الدّولة، قدم من مصر إلى جبال اليمن في سنة ثلاث عشرة وخمس مائة، وقام بأمر الدّعوة والمملكة التي كانت بيد سبأ، ثم قبض عليه بأمر الخليفة الآمر بأحكام اللّه الفاطمي بعد سنة عشرين وخمس مائة. وانتقل الملك والدّعوة إلى الزّريع ابن عبّاس بن المكرّم. وآل الزّريع من أهل عدن، وهم من همدان، ثم من جشم. وبنو المكرّم يعرفون بآل الذّئب.
وكانت عدن لزريع بن عبّاس ولعمّه مسعود بن المكرّم، فقتلا على زبيد، وولي بعدهما ولداهما أبو السّعود بن زريع وأبو الغارات بن مسعود. ثم استولى على الملك والدّعوة سبأ بن أبي السّعود بن زريع حتى مات سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة. فولي بعده ولده الأعزّ علي بن سبأ - وكان مقامه بالدّملوة - فمات بالسّلّ، وملك أخوه المعظّم محمد بن سبأ ثم ابنه عمران بن محمد، وكانت وفاة المعظّم محمد في سنة ثمان وثلاثين ووفاة ابنه عمران في شعبان سنة ستين وخمس مائة، وخلّف عمران ولدين هما محمد ومسعود.
وولي من الصّليحيين أيضا الملكة سيّدة بنت أحمد بن جعفر بن موسى الصّليحي، زوجة أحمد المكرّم، ولقّبت ب «الحرّة»، ومولدها سنة أربعين وأربع مائة، وربّتها أسماء بنت شهاب