للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في الجزء الأوّل إلى الجزء الثّاني تكون الإحالة إلى رقم صفحة طبعة بولاق المثبت في الهامش الدّاخلي لا إلى الجزء الثاني من نشرتي هذه، وعند ما أحيل في الجزء الرّابع إلى الجزء الثاني، على سبيل المثال، تكون الإحالة إلى أجزاء وصفحات هذه النّشرة الجديدة.

أمّا «عملي العلمي في الكتاب والتّعليق عليه» فقد سلكت فيه سبيلين: الأوّل، إرجاع كلّ نصّ استشهد به المقريزي إلى أصله - إن كان وصل إلينا - سواء صرّح به المقريزي أو تمكّنت من تحديده والتّعرّف عليه وتخريجه منه؛ ثانيا، تحديد أماكن المواضع التي ذكرها المقريزي بالنسبة إلى تخطيط المدينة الحديث، أو ما حلّ محلّها من مواضع إن كانت قد زالت آثارها الآن؛ وتخريج الأعلام والإحالة إلى أماكن تراجمهم، وشرح المصطلحات، وإثبات النّقوش والكتابات التاريخية المثبتة على المعالم الأثرية الواردة في النّصّ اعتمادا على المشاهدة الشّخصية وعلى ما جاء في «مدوّنة النّقوش العربية» CIA و «الجامع التّاريخي للنّقوش العربية» RCEA.

ونظرا لأنّ المقريزي لم يذكر - إلاّ نادرا - أوصافا معمارية للآثار والمعالم التي ورد ذكرها في الكتاب، ولأنّ الطّريقة العلمية الوحيدة لوصف الآثار هي المخطّطات والصّور الفوتوغرافية، فقد بادرت إلى ابتكار طريقة جديدة في النّشر العلمي للنّصوص القديمة تطلّبتها طبيعة نصّ كتاب «الخطط»، هي إلحاق خرائط مساحية حديثة تعين القارئ الكريم على تحديد موضع الأثر أو المعلم من مدينة القاهرة الآن [فيما تقدم ١٣٨: ٣ *]، وعدد من المخطّطات والصّور الفوتوغرافية التي توضّح الكتل العامّة لهذه المعالم عند ذكر كلّ أثر وصل إلينا [فيما تقدم ٣٤: ٤ *- ٣٥ *]، وأكثرت في الهوامش من الإشارة إلى الدّراسات الحديثة المتخصّصة التي تناولت هذه المعالم، بحيث أستطيع القول بأنّ ما قدّمته هنا ليس مجرّد تحقيق علمي لنصّ كتاب «المواعظ والاعتبار» للمقريزي، وإنّما إعادة بناء لوضع مدينة القاهرة كما كانت في عصر المقريزي.

***

وبقيت نقطتان تحتاجان إلى توضيح، الأولى هي متى ألّف المقريزي كتابه؟ ومتى انتهى منه؟ والثانية هي مدى إحاطة المقريزي بمعالم القاهرة وآثارها حتى عصره.

لقد أشرت [فيما تقدم ٦٦: ١ *- ٦٨ *] إلى التّواريخ التي ذكرها المقريزي في تضاعيف كتابه والتي نستطيع من خلالها أن نحدّد تاريخا تقريبيّا للفترة التي استغرقها تأليف هذا الكتاب. وقد