للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المؤلّف التي كتبها بخطّه، ومبيّضات الكتاب التي كتبها المؤلّف بخطّه، والنّسخ المنقولة مباشرة من أصل المؤلّف المكتوب بخطّه، وأخيرا النّسخ التي لا نعرف الأصول التي نقلت عنها. وتتراوح تواريخ كتابة هذه النّسخ من عصر المقريزي نفسه وحتى القرن الرابع عشر الهجري/ العشرين الميلادي؛ وتتوزّعها أغلب مكتبات العالم، ولكن النّسخ ذات القيمة بينها توجد على الأخصّ في مكتبات إستانبول وميونخ وليدن وباريس ولندن، وتليها في الأهمية نسخ مكتبات القاهرة ودمشق.

وكانت الرّحلات التي قمت بها إلى كلّ من إستانبول وباريس ولندن وليدن، إضافة إلى اطّلاعي على نسخ القاهرة وعلى المصوّرات التي يحتفظ بها معهد المخطوطات العربية بالقاهرة لنسخ توجد أصولها في ميونخ والفاتيكان والرّباط وتونس ومكة المكرمة، وعلى الأوصاف التي أمدّتني بها فهارس المخطوطات الأخرى التي لم أتمكّن من الاطّلاع عليها، كانت كافية لأحدّد على أساسها القواعد التي اخترت من خلالها النّسخ التي اعتمدت عليها في التّحقيق. ونظرا لأنّ مبيّضات الكتاب التي كتبها المقريزي بخطّه لم تصل إلينا، فقد اعتمدت في تحرير النّصّ ومقابلته على: مسوّدات الكتاب التي وصلت إلينا منها قطعتان محفوظتان بمتحف طوب قابي سراي بإستانبول [فيما تقدم ١٠٩: ١ *- ١١٢ *، ٩١: ٣ *- ٩٢ *]، وعلى النّسخ المنقولة مباشرة من خطّ المؤلّف والمكتوبة قبل عام ألف من الهجرة، واستبعدت ما دون ذلك من النّسخ التي يحتوي أغلبها على كمّ هائل من التّصحيف والتّحريف والسّقط، والتي تعدّ طبعة بولاق - التي لا نعرف على أيّ أصول اعتمدت - دليلا عليها.

ثم اخترت من بين هذه النّسخ النّسخ قريبة العهد بعصر المؤلّف - أي النّسخ التي كتبت قبل نهاية القرن التاسع الهجري - واستعنت للاستيضاح بالنّسخ التي كتبت في أثناء القرن العاشر الهجري. والنّسخ الكاملة بين هذه النّسخ - المنقولة عن خطّ المؤلّف - نسخة رباعية التّقسيم كتبت بين المحرّم وربيع الآخر سنة ٨٨٣ هـ، يوجد جزؤها الأوّل في مكتبة آياصوفيا بإستانبول برقم ٣٤٧٥ وبقيّة أجزائها في مكتبة الفاتح بإستانبول أيضا بأرقام ٤٤٩٨ و ٤٥٠٠ و ٤٥٠١؛ كما توجد نسخة ثلاثية التقسيم كتبها علي بن عيسى بن علي المرحومي في شعبان سنة ٨٨٥ هـ، محفوظة في مكتبة حسين جلبي بمدينة بورصة بتركيا برقم ٩٢ - ٧٩٠.

وكان اعتمادي في تحقيق الجزء الأوّل في الأساس على نسخة مكتبة آياصوفيا بإستانبول رقم ٣٤٧٥ ونسخة مكتبة جامعة ليدن رقم ٣٧٢. or، إضافة إلى النّصّ الذي قدّمه لنا العالم الرّاحل جاستون فييت Gaston Wiet مقابلا على النّسخ المحفوظة في باريس ولندن.