كتاب المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار - ت أيمن فؤاد سيد

المجلد الرابع - ذكر دخول النصارى من قبط مصر في طاعة المسلمين وأدائهم الجزية واتخاذهم ذمة لهم، وما كان في ذلك من الحوادث والأنباء - ج: 4 - ص: 1005

طولون؛ فلمّا مات شغر كرسي الإسكندرية بعده من البطاركة أربع عشرة سنة (١).

وفي يوم الاثنين ثالث شوّال سنة ثلاث مائة أحرقت الكنيسة الكبرى المعروفة بالقيامة (a) في الإسكندرية، وهي التي كانت هيكل زحل، وكانت من بناء كلاوبطرة (b) (٢).

وفي سنة إحدى وثلاث مائة قدّم اليعاقبة غبريال بطركا، فأقام إحدى عشرة سنة ومات، وأخذت في أيّامه «الدّيارية» على الرّجال والنساء (٣).

وقدّم بعده اليعاقبة في سنة إحدى عشرة وثلاث مائة قسيما، فأقام اثنتي عشرة سنة ومات (٤).

وفي يوم السبت النصف من شهر رجب سنة اثنتي عشرة (c) وثلاث مائة، أحرق المسلمون كنيسة مريم بدمشق، ونهبوا ما فيها من الآلات والأواني، وقيمتها كثيرة جدّا، ونهبوا ديرا للنساء بجوارها، وشعّثوا كنائس النسطورية واليعقوبيّة (٥).

وفي سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة، قدم/ الوزير علي بن عيسى بن الجرّاح إلى مصر. فكشف البلد (٦)، وألزم الأساقفة والرّهبان وضعفاء النصارى بأداء الجزية، فأدّوها، ومضى طائفة منهم إلى بغداد، واستغاثوا بالمقتدر باللّه. فكتب إلى مصر بأن لا يؤخذ من الأساقفة والرّهبان والضّعفاء جزية، وأن يجروا على العهد الذي بأيديهم (٧).

وفي سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة، قدّم اليعاقبة بطركا اسمه (c)، فأقام عشرين سنة ومات. وفي أيّامه ثار المسلمون بالقدس سنة خمس وعشرين وثلاث مائة، وحرقوا كنيسة القيامة ونهبوها، وخرّبوا منها ما قدروا عليه (٨).

---

(a) عند ابن البطريق: التي كانت تسمى القيسارية؟
(b) بولاق: كلابطره.
(c) بياض في النسخ، وفي تاريخ بطاركة الكنيسة ٨٢: ٢/ ٢ أنّ اسمه مقاره الراهب.
(١) المكين بن العميد: تاريخ المسلمين ١٧٦؛ ساويرس ابن المقفع: تاريخ بطاركة الكنيسة ٧٠: ٢/ ٢ - ٧١.
(٢) سعيد بن البطريق: التاريخ المجموع ٧٩: ٢؛ المكين ابن العميد: تاريخ المسلمين ١٩٦.
(٣) ساويرس بن المقفع: تاريخ بطاركة الكنيسة ٢/ ٧٨: ٢ - ٨٠.
(٤) نفسه ٨٠: ٢/ ٢ - ٨٢؛ المكين بن العميد: تاريخ المسلمين ١٩٦.
(٥) سعيد بن البطريق: التاريخ المجموع ٨٣: ٢؛ المكين ابن العميد: تاريخ المسلمين ١٩٦.
(٦) أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٢١٣: ٣.
(٧) سعيد بن البطريق: التاريخ المجموع ٨٣: ٢؛ المكين ابن العميد: تاريخ المسلمين ٩١.
(٨) نفسه ٨٧: ٢. (وهو آخر ما وصل إلينا من تاريخ -