للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النجوم، وكان مع ذلك هزّة وزلزلة (١).

ثم أنزل المصلوب عن الخشبة بكرة يوم السبت، ودفن تحت صخرة في قبر جديد، ووكّل بالقبر من يحرسه لئلاّ يأخذ المقبور أصحابه. فزعم النصارى أنّ المقبور قام من قبره ليلة الأحد سحرا، ودخل عشيّة ذلك اليوم على الحواريّين وحادثهم ووصّاهم، ثم بعد الأربعين يوما من قيامه صعد إلى السّماء والحواريّون يشاهدونه، فاجتمعوا بعد رفعه بعشرة أيّام في علية صيّون - التي يقال لها اليوم صهيون - خارج القدس، وظهرت لهم خوارق، فتكلّموا بجميع الألسن، فآمن بهم فيما يذكر زيادة على ثلاثة آلاف إنسان، فأخذهم اليهود وحبسوهم، فظهرت كرامتهم، وفتح اللّه لهم باب السّجن ليلا، فخرجوا إلى الهيكل، وطفقوا يدعون الناس، فهمّ اليهود بقتلهم وقد آمن بهم نحو الخمسة آلاف إنسان، فلم يتمكّنوا من قتلهم. فتفرّق الحواريّون في أقطار الأرض يدعون إلى دين المسيح (٢).

فسار بطرس [Petrus]، رأس الحواريّين، ومعه شمعون الصّفا إلى أنطاكية وروميّة، فاستجاب لهم بشر كثير، وقتل في خامس أبيب وهو «عيد القصريّة».

وسار أندراوس أخوه إلى نيقية وما حولها، فآمن به كثير، ومات في بزنطية في رابع كيهك.

وسار يعقوب بن زبدي (a)، أخو يوحنّا الإنجيلي، إلى بلد أبدينية، فتبعه جماعة، وقتل في سابع عشر برمودة.

وسار يوحنّا الإنجيلي إلى آسيا وإفسس، وكتب إنجيله باليوناني، بعدما كتب متّى ومرقص ولوقا أناجيلهم، فوجدهم قد قصّروا في أمور فتكلّم عليها - وكان ذلك بعد رفع المسيح بثلاثين سنة - وكتب ثلاث رسائل، ومات وقد أناف على مائة سنة.


(a) بولاق: زيدي.
(١) وهو ما جاء في قوله تعالى: ﴿وَقَوْلِهِمْ إِنّا قَتَلْنَا اَلْمَسِيحَ عِيسَى اِبْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اَللّهِ وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ اَلَّذِينَ اِخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اِتِّباعَ اَلظَّنِّ وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً * بَلْ رَفَعَهُ اَللّهُ إِلَيْهِ وَكانَ اَللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً﴾ [الآيتان ١٥٧، ١٥٨ سورة النساء]؛ وقارن مع سعيد بن البطريق: التاريخ المجموع ٩٢: ١، ونشرة Breydy ٥٠.
(٢) سعيد بن البطريق: التاريخ المجموع ٩٢: ١ - ٩٣، ونشرة Breydy ٥٠ - ٥١.