للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستقرّ على إمرته. ثم صرف ابن قايماز عن الأستادّارية، وأعيد محمود في يوم الاثنين خامس عشر رمضان، وأنعم على ابن قايماز بإمرة طبلخاناه، فجدّد بثغر الإسكندرية دار ضرب عمل فيها فلوس ناقصة الوزن، ومن حينئذ اختلّ حال الفلوس بديار مصر.

ثم لمّا خرج الملك الظّاهر إلى البلاد الشّامية في سنة ستّ وتسعين، سار في ركابه، ثم حضر إلى القاهرة في يوم الأربعاء سابع صفر سنة سبع وتسعين وسبع مائة، قبل حضور السّلطان، وكان دخوله يوما مشهودا. فلمّا عاد السّلطان إلى قلعة الجبل، حدث منه تغيّر على الأمير محمود في يوم السبت ثالث عشرين ربيع الأوّل، وهمّ بالإيقاع به. فلمّا صار إلى داره، بعث إليه الأمير علاء الدّين علي بن الطبلاوي يطلب منه خمس مائة ألف دينار، وإن توقّف يحيط به ويضربه بالمقارع، فنزل إليه، وقرّر الحال على مائة وخمسين ألف دينار. فطلع على العادة إلى القلعة في يوم الاثنين خامس عشرينه، فسبّه المماليك السّلطانية ورجموه، ثم إنّ السّلطان غضب عليه، وضربه في يوم الاثنين ثالث ربيع الآخر بسبب تأخّر النفقة، وأخذ أمره ينحلّ.

فولّى السّلطان الأمير صلاح الدّين محمدا ابن الأمير ناصر الدّين محمد ابن الأمير تنكز أستادّارية الأملاك السّلطانية في يوم الاثنين خامس رجب، وولّى علاء الدّين علي بن الطبلاوي في رمضان التّحدّث في دار الضّرب بالقاهرة والإسكندرية، والتّحدّث في المتجر السّلطاني.

فوقع بينه وبين الأمير محمود كلام كثير، ورافعه ابن الطبلاوي بحضرة السّلطان، وخرج عليه من دار الضّرب ستة آلاف درهم فضّة.

فألزم السّلطان محمودا بحمل مبلغ مائة وخمسين ألف دينار فحملها، وخلع عليه عند تكملة حملها في يوم الأحد تاسع عشرين رمضان، وخلع أيضا على ولده الأمير ناصر الدّين، وعلى كاتبه سعد الدّين إبراهيم بن غراب الإسكندراني، وعلى الأمير علاء الدّين علي بن الطبلاوي.

ثم إن محمودا وعك بدنه، فنزل إليه السّلطان في يوم الاثنين ثالث عشر ذي القعدة يعوده، فقدّم له عدّة تقادم، قبل بعضها وردّ بعضها، وتحدّث الناس أنّه استقلّها.

فلمّا كان يوم السبت سادس صفر سنة ثمان وتسعين، بعث السّلطان إلى الأمير محمود الطواشي شاهين الحسني، فأخذ زوجتيه وكاتبه سعد الدّين إبراهيم بن غراب، وأخذ مالا وقماشا على حمالين وصار بهما إلى القلعة، هذا ومحمود مريض ملازم الفراش. ثم عاد من يومه وأخذ الأمير ناصر الدّين محمد بن محمود، وحمله إلى القلعة.