يتوجّهون إلى القاهرة من مصر من ناحية المقابر. فلمّا بلغ الخليفة الحافظ لدين اللّه أبا الميمون عبد المجيد بن محمد أنّ الماء وصل إلى الباب الجديد، أظهر الحزن والانقطاع. فدخل إليه بعض خواصّه وسأله عن السّبب، فأخرج له كتابا فإذا فيه «إذا وصل الماء الباب الجديد انتقل الإمام عبد المجيد» ثم قال: هذا الكتاب الذي نعلم منه أحوالنا وأحوال دولتنا وما يأتي بعدها. فمرض الحافظ في آخر هذه السنة، ومات في (a) سنة أربع وأربعين وخمس مائة (١).
وقال القاضي الفاضل (٢) في «متجدّدات» سنة ستّ وسبعين وخمس مائة: وفي يوم الاثنين السادس والعشرين من شهر ربيع الأوّل، وهو السادس عشر من مسرى، وفّى النّيل (b) على ستة
(a) بولاق: في أول. (b) الأصل: صار النيل. في صدر الدولة المملوكية وتوفّي سنة ٦٧٧ هـ/ ١٢٧٨ م، ومعلوماتنا عنه قليلة، وترجع شهرته إلى كتابه في التاريخ الذي ذيّل به على كتاب «أخبار مصر» للمسبّحي والذي يعد أهم مصادر تاريخ الفاطميين المتأخرين. وصل إلينا في شكل انتقاء قام به مؤرخنا المقريزي سنة ٨١٤ هـ/ ١٤١١ م. كما استفاد منه - قبل المقريزي - شهاب الدين النويري صاحب «نهاية الأرب». ووضع ابن ميسّر كتابا آخر في «قضاة مصر» اعتمد عليه كثيرا ابن حجر العسقلاني في كتابه «رفع الإصر» (النويري: نهاية الأرب ٣٩١: ٣٠؛ الصفدي: الوافي بالوفيات ١٨٨: ٤؛ ابن الفرات: تاريخ الدول والملوك ١٢٧: ٧؛ المقريزي: المقفى الكبير ٣٩٥: ٦؛ Cahen، CI.،؛ El ٢? art.Ibn Muyassar III، p. ٩١٨ مقدمة أيمن فؤاد للمنتقى من أخبار مصر، القاهرة ١٩٨١). (١) ابن ميسر: أخبار مصر ١٣٩ - ١٤٠؛ المقريزي: اتعاظ الحنفا ١٨٦: ٣ - ١٨٧. (٢) القاضي الفاضل محيي الدين أبو عليّ عبد الرحيم بن عليّ بن الحسن البيساني، كاتب صلاح الدين ورئيس ديوان الإنشاء في عهده، كان قد التحق بديوان الإنشاء الفاطمي في سنة ٥٤٣ هـ/ ١١٤٨ م، واشتهر بطريقة مميزة في الكتابة الإنشائية، وإليه نسبت. صحب السلطان صلاح الدين في حملاته في الشام، وأقام في مصر بين سنتي ٥٨٥ - ٥٨٦ هـ/ ١١٨٩ - ١١٩٠ م ليشرف على الديوان وإعادة تنظيم الجيش والأسطول. وفي أعقاب وفاة صلاح الدين والخلاف بين أخيه العادل وأولاده، استقر القاضي الفاضل في مصر حتى وفاته سنة ٥٩٦ هـ/ ١٢٠٠ م. كتب القاضي الفاضل العديد من الرسائل الديوانية وصلت إلينا مجاميع منها سواء في نسخ مستقلة أو مضمّنة في مصادر عصر صلاح الدين. أما كتابه الذي ينقل عنه المقريزي وسمّاه «المتجدّدات» أو «المياوامات» وسمّاه ابن العديم «الماجريات» فلا نعرفه إلاّ من خلال النقول المطولة التي حفظها منه المؤرخون المتأخرون (أخباره كثيرة في مصادر عصر صلاح الدين وانظر كذلك، العماد الكاتب: خريدة القصر (قسم مصر) ٣٥: ١ - ٥٤؛ ابن خلكان، وفيات ١٥٨: ٣ - ١٦٣؛ الذهبي: سير أعلام النبلاء ٣٣٨: ٢١ - ٣٤٤؛ السبكي: طبقات الشافعية الكبرى ١٦٦: ٧ - ١٦٧؛ الصفدي: الوافي بالوفيات ٣٣٥: ١٨ - ٣٧٩؛ أبو المحاسن: النجوم ١٥٦: ٦ - ١٥٨؛ ولأحمد أحمد بدوي: القاضي الفاضل - دراسة ونماذج، القاهرة د. ت؛ Cahen، CI.، El ٢? art.al-Ka? di? al-Fa? dil IV،؛ pp. ٣٩٢ - ٩٩ وانظر فيما يلي ٣٦٦: ٢ - ٣٦٧).