والخامسة عشرة:«الشّبيبيّة» أتباع شبيب بن يزيد بن أبي نعيم، الخارج في خلافة عبد الملك ابن مروان، وصاحب الحروب العظيمة مع الحجّاج بن يوسف الثّقفي. وهم على ما كانت عليه الحكميّة الأولى؛ إلاّ أنّهم انفردوا عن الخوارج بجواز إمامة المرأة وخلافتها. واستخلف شبيب هذا أمّه غزالة، فدخلت الكوفة، وقامت خطيبة، وصلّت الصّبح بالمسجد الجامع، فقرأت في الرّكعة الأولى بالبقرة، وفي الثانية بآل عمران؛ وأخبار شبيب طويلة (١).
والسّادسة عشرة:«الرّشيديّة» أتباع رشيد، ويقال لهم أيضا «العشريّة» من أجل أنّهم كانوا يأخذون نصف العشر ممّا سقت الأنهار. فقال لهم زياد بن عبد الرحمن: يجب فيه العشر، فتبرّأت كلّ فرقة من الأخرى وكفّرتها بذلك.
والسّابعة عشرة:«المكرميّة» أتباع أبي المكرم، ومن قوله: تارك الصّلاة كافر، وليس كفره لترك الصّلاة لكن لجهله باللّه. وكذا قوله في سائر الكبائر (٢).
والثّامنة عشرة:«الحفصيّة» أتباع حفص بن المقدام، أحد أصحاب عبد اللّه بن إباض. تفرّد بقوله: من عرف اللّه تعالى، وكفر بما سواه من رسول وغيره، فهو كافر وليس بمشرك. فأنكر ذلك الإباضيّة وقالوا: بل هو مشرك (٣).
والتّاسعة عشرة:«الإباضية» أتباع عبد اللّه بن إباض من بني مقاعس، واسمه الحارث ابن عمرو - ويقال: بل ينسبون إلى «أباض» - بضم الهمزة - وهي قرية بالعرض من اليمامة نزل بها نجدة بن عامر - وخرج عبد اللّه بن إباض في أيّام مروان وكان من غلاة المحكّمة (٤).
(١) الأشعري: مقالات الإسلاميين ١٢٣ - ١٢٤، الإسفراييني: التبصير في الدين ٣٥؛ البغدادي: الفرق بين الفرق ١٠٩ - ١١٣. (٢) نفسه ٩٩ - ١٠٠، نفسه ٣٤؛ نفسه ١٠٣، الشهرستاني: الملل والنحل ١٣٣: ١. (٣) نفسه ١٠٢ - ١٠٣؛ نفسه ٣٤؛ نفسه ١٠٤ - ١٠٥؛ نفسه ١٣٥: ١. (٤) راجع عن الإباضية، الأشعري: مقالات الإسلاميين ١٠٢ - ١١٣؛ الإسفرايني: التبصير في الدين ٥٨؛ الشهرستاني: الملل والنحل ١٢١: ١ - ١٢٢؛ نشوان الحميري: الحور العين ١٧٣ - ١٧٥؛ علي يحيى معمر: الإباضية في موكب التاريخ ١ - ٣، ١٩٦٤؛ Lewicki، El ٢ art.Ibadiyya III، pp. ٦٦٩ - ٨٢.