والتّاسعة:«الحازميّة» (a)، وهم فرقة من العجاردة قالوا في القدر والمشيئة كقول أهل السّنّة، وخالفوا الخوارج في الولاية والعداوة فقالوا: لم يزل اللّه تعالى محبّا لأوليائه ومبغضا لأعدائه (١).
والعاشرة:«المعلوميّة»، مع «المجهوليّة» تباينا في مسألتين: إحداهما: قالت المعلوميّة: من لم يعرف اللّه تعالى بجميع أسمائه فهو كافر، وقالت المجهوليّة: لا يكون كافرا. والثّانية: وافقت المعلوميّة أهل السّنّة في مسألة القدر والمشيئة، والمجهوليّة وافقت القدريّة في ذلك (٢).
والحادية عشرة:«الصّلتيّة» أتباع عثمان بن أبي الصّلت، وهم طائفة من العجاردة انفردوا بقولهم: من أسلم تولّيناه لكن نتبرّأ من أطفاله، لأنّه ليس للأطفال إسلام حتى يبلغوا.
والثّانية عشرة والثّالثة عشرة:«الأخنسيّة» (b) و «المعبديّة»، وهما فرقتان من الثّعالبة أتباع ثعلبة ابن عامر. وكان ثعلبة هذا مع عبد الكريم بن عجرد، ثم اختلفا في الأطفال، فقال عبد الكريم:
نتبرّأ منهم قبل البلوغ، وقال ثعلبة: لا نتبرّأ منهم بل نقول: نتولّى الصّغار. فلم تزل الثّعالبة على هذا إلى أن خرج رجل عرف بالأخنس، فقال: نتوقّف عن جميع من في دار التّقيّة، إلا من عرفنا منه إيمانا فإنّا نتولاّه، ومن عرفنا منه كفرا تبرّأنا منه، ولا يجوز أن نبدأ أحدا بقتال، فتبرّأت منه الثّعالبة، وسمّوه بالأخنس، لأنّه خنس منهم، أي رجع عنهم.
ثم خرجت فرقة من الثّعالبة، قيل لها «المعبديّة» أتباع معبد، فخالفت الثّعالبة في أخذ الزّكاة من العبيد والبهائم، وكفّرت كلّ فرقة منهما الأخرى (٣).
والرّابعة عشرة:«الشّيبانيّة» أتباع شيبان بن سلمة، الخارج في أيّام أبي مسلم الخراساني القائم بدعوة الخلفاء العبّاسيين، وكان معه، فتبرّأت منه الثّعالبة لمعاونته لأبي مسلم. وهو أوّل من أظهر القول بالتّشبيه، تعالى اللّه عن ذلك (٤).
(a) بولاق: الخازمية. (b) بولاق: الأحسنية. (١) الأشعري: مقالات الإسلاميين ٩٦؛ الإسفراييني: التبصير في الدين ٣٢، البغدادي: الفرق بين الفرق ٩٤. (٢) نفسه ٩٦ - ٩٧؛ نفسه ٣٣؛ نفسه ٩٧. (٣) نفسه ٩٧ - ٩٩؛ نفسه ٣٣؛ نفسه ١٠١؛ الشهرستاني: الملل والنحل ١٣٢: ١. (٤) نفسه ٩٨ - ٩٩؛ نفسه ٧٤؛ نفسه ١٠٢؛ نفسه ١٣٢: ١.