للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن زيد مناة بن تميم بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار، وقيل عبد اللّه الصّفّار من بني صويمر ابن مقاعس، وقيل سمّوا بذلك لصفرة علّتهم، وزعم بعضهم أنّ الصّفّرية بكسر الصّاد.

وقد وافق الصّفّرية الأزارقة في جميع بدعهم، إلاّ في قتل الأطفال. ويقال للصّفّرية أيضا الزّياديّة، ويقال لهم أيضا النّكّار من أجل أنّهم يبغضون (a) نصف عليّ وثلث عثمان وسدس عائشة .

والخامسة: «العجاردة» أتباع عبد الكريم بن عجرد.

والسّادسة: «الميمونيّة» أتباع ميمون بن عمران، وهم طائفة من العجاردة وافقوا الأزارقة إلاّ في شيئين: أحدهما قولهم: تجب البراءة من الأطفال حتى يبلغوا ويصفوا الإسلام؛ والثّاني استحلال أموال المخالفين لهم. فلم تستحلّ الميمونيّة مال أحد خالفهم ما لم يقتل المالك، فإذا قتل صار ماله فيئا إلاّ أنّهم/ ازدادوا كفرا على كفرهم، وأجازوا نكاح بنات البنات وبنات البنين، وبنات أولاد الإخوة وبنات أولاد الأخوات فقط.

والسّابعة: «الشّعيبيّة» وهم طائفة من العجاردة وافقوا الميمونيّة في جميع بدعهم، إلاّ في الاستطاعة والمشيئة، فإنّ الميمونيّة مالت إلى القدريّة (١).

والثّامنة: «الحمزيّة» أتباع حمزة بن أدرك (b) الشّاري (c)، الخارج بخراسان في خلافة هارون ابن محمد الرّشيد، وكثر عيثه وفساده، ثم فضّ جموع عيسى بن عليّ عامل خراسان، وقتل منهم خلقا كثيرا، فانهزم منه عيسى إلى كابل، وآل أمر حمزة إلى أن غرق في كرمان بواد هناك، فعرفت أصحابه بالحمزيّة.

وكان يقول بالقدر، فكفّرته الأزارقة بذلك، وقال: أطفال المشركين في النّار، فكفّرته القدريّة بذلك. وكان لا يستحلّ غنائم أعدائه، بل يأمر بإحراق جميع ما يغنمه منهم (٢).


(a) بولاق: ينقصون.
(b) كذا عند الشهرستاني وفي سائر المصادر: ابن أكرك.
(c) بولاق: الشامي.
(١) الأشعري: مقالات الإسلاميين ٩٤ - ٩٥، الإسفراييني: التبصير في الدين ٣٢؛ الشهرستاني: الملل والنحل ١٣١: ١؛ البغدادي: الفرق بين الفرق ٩٥.
(٢) نفسه ٩٣ - ٩٤؛ نفسه ٣٣؛ نفسه ١٢٩: ١؛ نفسه ٩٨ - ٩٩.