للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في زاوية الشّيخ أبي العبّاس البصير، التي عند قنطرة الخرق، خطبة. وتجدّد بحدرة (a) الكماجيين من أراضي اللّوق، خطبة بزاوية مطلّة على غيط العدّة.

وتجدّد بالصّحراء خطبة في «تربة الأمير شبل الدّولة (b) كافور الزّمام» (١)، وتوفي في خامس عشر ربيع الآخر سنة ثلاثين وثمان مائة (٢). وتجدّد بخطّ الكافوري خطبة أحدثها بنو وفاء في جامع لطيف جدّا (٣). وتجدّد ب «مدرسة ابن البقري»، من القاهرة أيضا (٤)، خطبة في أيّام المؤيّد شيخ.


(a) بولاق: في حدرة.
(b) بولاق: مشير الدولة. - واتّفق أنّ شخصا من أهل السّوق المذكور، يقال له بلبل، تبرّع من ماله لعمارة المئذنة، ومات الشيخ [سنة ٨٤٩ هـ/ ١٤٤٦ م] وغالب عمارة الجامع لم تكمل» (إنباء الغمر ٢٤٣: ٤). وقد تمّم بناء هذا الجامع ابنه الشيخ أبو العبّاس أحمد بن محمد بن عمر في سنة ٨٩٩ هـ/ ١٤٩٤ م، كما يؤخذ من بعض النقوش التي كانت بالجامع (علي مبارك: الخطط التوفيقية ١٤٤: ٥ (٦١))، ودفن به بعد وفاته سنة ٩٠٥ هـ/ ١٥٠٠ م (ابن إياس: بدائع الزهور ٤٢٥: ٣ الذي ذكر أنّ الجامع بالقرب من باب القوس، يعني قوس باب القنطرة).
وكان هذا الجامع موجودا في شارع أمير الجيوش الجوّاني (مرجوش) على يمين الذّاهب إلى ميدان باب الشّعرية عند تقاطعه مع الدّرب المعروف بدرب الغمري. وذكر علي مبارك أنّه «يشتمل على إيوانين وثلاثين عمودا وله منارة ومنافع تامّة». (الخطط التوفيقية ١٢٧: ٣ - ١٢٨ (٢٣)، ١٤٢: ٥ (٦٠)).
وقد تخرّب هذا الجامع وهدم في النّصّف الأوّل من القرن العشرين ونقل منبره وكرسي المصحف الذي كان موجودا به إلى خانقاه الأشرف برسباي بقرافة المماليك. (حسن عبد الوهاب: تاريخ المساجد الأثرية ٢٢٧: ١).
(١) تربة كافور الزّمام. قال أبو المحاسن في ترجمته: «أنشأ تربة بالصّحراء معروفة به وغرم عليها أموالا كثيرة، وجعل فيها خطبة، وقرّر فيها صوفية، ووقف عليها عدّة أوقاف، وكان يحبها حبّا عظيما ويغضب ممّن يسمّيها تربة. وكان لا يزال يزخرفها ويجدّد ما تلف من الزّخرفة». (المنهل الصافي ١١٢: ٩ - ١١٣).
(٢) الأمير شبل الدّولة كافور الصّرغتمشي الطّواشي الرّومي الزّمام، من عتقاء الأمير منكلي بغا الشّمسي الذي ملكه بعد مقتل الأمير صرغتمش الأشرفي سنة ٧٧٨ هـ/ ١٣٧٦ م، وتوفي كافور الزّمام سنة ٨٣٠ هـ/ ١٤٢٦ م وقد قارب الثمانين سنة. (راجع، المقريزي: السلوك ٧٦٠: ٤ - ٧٦١؛ ابن حجر: إنباء الغمر ٣٩٥: ٣؛ أبا المحاسن: النجوم الزاهرة ١٤٣: ١٥؛ المنهل الصافي ١١٢: ٩ - ١١٣؛ الصيرفي: نزهة النفوس ١٦٦: ٣؛ السخاوي: الضوء اللامع ٢٢٦: ٦).
(٣) ذكر ابن حجر عند حديثه على مدرسة عبد الباسط الدّمشقي، أنّ بجوارها بنحو سبعة أبيات مكان تقام فيه الجمعة عند ابن وفا. (إنباء الغمر ٢٢٦: ٣). وقد ظلّ هذا المكان موجودا باسم زاوية علي وفا على ناصية عطفة الرّباط المتفرّعة من شارع الشّعراني الجوّاني، إلى أن أزيلت في الربع الأخير للقرن العشرين وتجدّد مكانها منزل حديث يحمل رقم ٦ بشارع الشّعراني الجوّاني.
(٤) المدرسة البقرية كانت في الزّقاق الذي تجاه الجامع الحاكمي المجاور للمنبر، ويتوصّل من هذا الزّقاق إلى ناحية العطوف. (فيما يلي ٥٦٦).