وتجدّد بحارة الدّيلم خطبة في «مدرسة» أنشأها الطّواشي شبل الدّولة (a) المذكور (١). وتجدّد عند قنطرة قدادار خطبة أنشأها شاكر البنّاء، وخطبة بالقرب منها في جامع أنشأه الحاج إبراهيم البرددار الشهير بالحمّصاني، أحد الفقراء الأحمدية السّطوحية، في حدود الثلاثين وثمان مائة.
(a) بولاق: مشير الدولة. (١) وتعرف ب «مدرسة كافور الزّمام». ما زالت موجودة بحارة خوش قدم المتفرّعة من شارع المعزّ لدين اللّه بالغوريّة ومسجلة بالآثار برقم ١٠٧. ويوجد بالمدرسة ثلاث كتابات تاريخية تحدّد تاريخ بنائها، الأوّل على جانبي المدخل، والثاني شريط بدائر أعلى حائط الصّحن، وشريط ثالث بأعلى الواجهة الخارجية؛ ويحمل الشّريط الأخير، وهو بالنّسخ المملوكي بحروف كبيرة، النّصّ التالي: «بسم اللّه الرّحمن الرّحيم. - الآية ٣٧ سورة النور - أمر بإنشاء هذا الجامع والسّبيل المبارك المقرّ الكريم المولوي الأميري الكبيري المحترمي المخدومي المجاهدي المرابطي المثاغري المؤيّدي الشّبلي شبل الدّولة كافور زمام الآدرّ الشّريفة وشيخ شيوخ السّادة الخدّام بالحرم الشّريف النّبوي على ساكنه أفضل الصّلاة والسّلام والرّحمة. وكان الفراغ من عمارة هذا المكان المبارك في شهر رجب الفرد سنة تسع وعشرين وثمان مائة من الهجرة النبوية أحسن اللّه عاقبتها آمين يا ربّ العالمين، وصلّى اللّه على سيّدنا محمد وآله». ورغم أنّ النّصّ الإنشائي يصف المبنى بالجامع، إلاّ أنّ تخطيطه جاء على أساس تخطيط المدارس، أي تخطيط متعامد يشتمل على صحن يفتح عليه أربع إيوانات، كما أنّ وصف المقريزي وأبي المحاسن وغيرهما له واضح بأنّه مدرسة. وهذا الجامع - المدرسة غير مدرسة حارة الدّيلم التي ذكرها المقريزي في المبيّضة ولم يترجم لها. (فيما يلي ٥٠٥)، والتي ظنّ علي باشا مبارك وجاستون فييت أنّها هي مدرسة كافور الزّمام. راجع، علي مبارك: الخطط التوفيقية ٢٣٤: ٤ - ٢٣٥ (١١٣) تحت عنوان جامع الدّيلم؛ Wiet، G.، «La Mosquee de Kafur au Caire» in Studies in Islamic Art and Architecture in Honour of Proffessor K.A.C.Creswell، Cairo-AUC ١٩٦٥، pp. ٢٦٠ - ٦٩؛ عاصم محمد رزق: أطلس العمارة الإسلامية ٣٣٣: ٣ - ٣٤٦).