ابتدئ فيه بإقامة الجمعة في يوم الجمعة الثّاني من صفر سنة ثلاث وعشرين، ورتّب في خطابته فتح الدّين أحمد بن محمد بن النّقّاش، أحد شهود الحوانيت وموقّعي القضاة، ثم رتّب به صوفيّة، وولي مشيخة التّصوّف عزّ الدّين عبد السّلام بن داود بن عثمان القدسي الشّافعيّ أحد نوّاب الحكم، فكان ابتداء حضورهم بعد عصر يوم السبت أوّل شهر رجب منها. وأجرى للفقراء الصّوفية الخبز في كلّ يوم، والمعلوم في كلّ شهر، وبنى لهم مساكن، وحفر صهريجا يملأ من ماء النّيل، ويسبّل في كلّ يوم، فعمّ خيره، وكثر نفعه (a).
*
**
ثم (١) تجدّد في بولاق «جامع ابن الجابى» و «جامع ابن السّنيتي»، وتجدّد في مصر «جامع الحسنات» بخطّ دار النّحاس، وفي حكر الصّبّان «الجامع المعروف بالمستجدّ» وب «جامع الفتح»، وفي حارة الفقراء «جامع عبد اللّطيف الطّواشي الشّافعي» (b).
وتجدّد في خارج القاهرة بسويقة صفيّة «جامع ابن درهم ونصف»(٢)،
(a) بولاق: فعمّ نفعه، وكثر خيره. (b) بولاق: الساقي. - شيخ - خلّد اللّه ملكه - تقبّلها اللّه تعالى وجعلها خالصة لوجهه الكريم. وكان ابتداء عمارتها في شهر جمادى الأوّل سنة ثلاث عشر وثمان مائة وآخرها في شهر جمادى الأوّل سنة ثلاثة وعشرين وثمان مائة». van) Berchem، M.، CIA Egypte I، n ٠ ٢٤٠؛ حسن عبد الوهاب: تاريخ المساجد الأثرية ٢٠٣). كذا جاء في النّصّ الإنشائي وفيه نظر لأنّ تاريخ البدء في العمارة لا يستقيم وتاريخ المنشئ لأنّ قدومه إلى مصر كان مع المؤيّد شيخ بعد مقتل النّاصر فرج سنة ٨١٥ هـ/ ١٤١٢ م؟ (راجع، علي مبارك: الخطط التوفيقية ١٠٧: ٥ (٤٤)؛ أبا المحاسن: النجوم الزاهرة ١٢٩: ٩ هـ ١؛ حسن عبد الوهاب: تاريخ المساجد الأثرية ٢٠٢ - ٢٠٦؛ عاصم محمد رزق: أطلس العمارة الإسلامية ٤١١: ٣ - ٤٣٨). (١) هذا الفصل الذي أوجز فيه المقريزي الحديث عن الجوامع التي بنيت بعد العقد الثاني من القرن التاسع الهجري والأماكن التي استجدّت بها خطبة، كتبه المقريزي في أخريات حياته وبعد عودته من المجاورة بمكة بين سنتي ٨٣٤ هـ/ ١٤٣٠ م - ٨٣٩ هـ/ ١٤٣٥ م (فيما تقدم ٣٦: ١ *). ويبدو أنّه كان في شكل طيّارة أو إلحاق بنسخته، فهو يحمل تواريخ متأخّرة آخرها رابع ذي الحجة سنة ٨٤٣ هـ/ ٥ مايو سنة ١٤٤٠ م، أي قبل وفاته بعامين، (وانظر فيما تقدم ١٨: ٢٥٤). (٢) ذكر ابن إياس هذا الجامع باسم مدرسة السّتّ -