على باب الجامع بمصر، وكتب إلى سائر الأعمال بذلك (١).
وفي سادس عشر رجب قرّر مالك بن سعيد الفارقي في وظيفة قضاء القضاة، وتسلّم كتب الدّعوة التي تقرأ بالقصر على الأولياء، وصرف عبد العزيز بن النّعمان عن ذلك، وصرف قائد القوّاد الحسين بن جوهر عمّا كان يليه من النّظر في سابع شعبان، وقرّر مكانه صالح بن عليّ الرّوذباري (a)، وقرّر في ديوان الشّام مكانه أبو عبد اللّه الموصلي الكاتب، وأمر حسين بن جوهر وعبد العزيز بلزوم دورهما، ومنعا من الرّكوب وسائر أولادهما، ثم عفا عنهما بعد أيّام وأمرا بالرّكوب (٢).
وتوقّفت زيادة النّيل، فاستسقى النّاس مرّتين، وأمر بإبطال عدّة مكوس، وتعذّر وجود الخبز لغلائه وقلّته، وفتح الخليج في رابع توت والماء على خمسة عشر/ ذراعا، فاشتدّ الغلاء (٣).
وفي تاسع المحرّم - وهو نصف توت - نقص ماء النّيل ولم يوفّ ستة عشر ذراعا، فمنع النّاس من التّظاهر بالغناء، ومن ركوب البحر للتّفرّج، ومنع من بيع المسكرات، ومنع النّاس كافّة من الخروج قبل الفجر وبعد العشاء إلى الطّرقات، واشتدّ الأمر على الكافّة لشدّة ما داخلهم من الخوف، مع شدّة الغلاء وتزايد الأمراض في النّاس والموت (٤).
فلمّا كان في رجب انحلّت الأسعار (٥)، و [في رمضان] (b) قرئ سجلّ فيه «يصوم الصّائمون على حسابهم ويفطرون، ولا يعارض أهل الرّؤية فيما هم عليه صائمون ومفطرون، وصلاة الخمسين للذين بما جاءهم (c) فيها يصلّون، وصلاة الضّحى وصلاة التّروايح لا مانع لهم منها ولا هم عنها يدفعون، يخمّس في التّكبير على الجنائز المخمّسون، ولا يمنع من التّربيع عليها المربّعون، يؤذّن ب «حيّ على خير العمل» المؤذّنون ولا يؤذى من بها لا يؤذّنون. لا يسبّ أحد من السّلف، ولا يحتسب على الواصف فيهم بما وصف والحالف منهم بما حلف، لكلّ مسلم يجتهد (d) في دينه اجتهاده» (٦).
(a) بولاق: الروذبادي. (b) زيادة من اتعاظ الحنفا. (c) بولاق: للذي جاءهم. (d) بولاق: مجتهد. (١) المقريزي: اتعاظ الحنفا ٧١: ٢. (٢) نفسه ٧١: ٢ - ٧٢. (٣) نفسه ٧٤: ٢. (٤) نفسه ٧٦: ٢ - ٧٧. (٥) نفسه ٧٨: ٢ وفيه أنّ ذلك كان في شعبان. (٦) نفسه ٧٨: ٢، وأورد نصّ هذا السّجلّ بتمامه ابن خلدون في العبر وديوان المبتدأ والخبر، بولاق ١٢٨٤ هـ، ٦٠: ٤ - ٦١؛ وتدلّ هذه الإشارة على تغاضي الإمام -