للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكتب لهم أمان. ومنع النّاس كافّة من الدّخول من باب القاهرة، (a)) وهم ركاب، ومنع المكاريون أن يدخلوا بحميرهم إلى القاهرة (a)، ومنع النّاس من المشي ملاصق القصر، وقتل قاضي القضاة حسين بن النّعمان وأحرق بالنّار، وقتل عددا كثيرا من النّاس ضربت أعناقهم (١).

وفي سنة ستّ وتسعين خرج أبو ركوة يدعو إلى نفسه، وادّعى أنّه من بني أميّة. فقام بأمره بنو قرّة لكثرة ما أوقع بهم الحاكم وبايعوه، واستجاب له لواتة ومزانة وزناتة، وأخذ برقة، وهزم جيوش الحاكم غير مرّة وغنم ما معهم. فخرج لقتاله القائد فضل بن صالح في ربيع الأوّل وواقعه، فانهزم منه فضل، واشتدّ الاضطراب بمصر، وتزايدت الأسعار.

واشتدّ الاستعداد لمحاربة أبي ركوة، ونزلت العساكر بالجيزة، وسار أبو ركوة، فواقعه القائد فضل، وقتل عدّة ممّن معه. فعظم الأمر، واشتدّ الخوف، وخرج النّاس فباتوا بالشّوارع خوفا من هجوم عساكر أبي ركوة. واستمرّت الحروب، فانهزم أبو ركوة في ثالث ذي الحجّة إلى الفيّوم، وتبعه القائد فضل - بعد أن بعث إلى القاهرة بستة آلاف رأس ومائة أسير - إلى أن قبض عليه ببلاد النّوبة، وأحضر إلى القاهرة فقتل بها، وخلع على القائد فضل، وسيّرت البشائر بقتله في الأعمال (٢).

وفي سنة سبع وتسعين أمر بمحو سبّ السّلف، فمحي سائر ما كتب من ذلك (٣). وغلت الأسعار لنقص ماء النّيل، فإنّه بلغ ستة عشر أصبعا من سبعة عشر ذراعا ثم نقص (٤). ومات منجوتكين في ذي الحجّة (٥). واشتدّ الغلاء في سنة ثمان وتسعين، وولي عليّ بن فلاح دمشق. وقبض جميع ما هو محبّس على الكنائس وجعل في الدّيوان، وأحرق عدّة صلبان


(a-a) هذه العبارة ساقطة من بولاق.
(١) عن نواهي الحاكم وأوامره انظر، أيمن فؤاد: الدولة الفاطمية في مصر ١٦٧ - ١٦٩؛ De Smet، D.، «Les interdictions alimentaires de calife al-Hakim:
Marques de foulie ou annonce d'un regne messianique» in Egypt and Syria in the Fatimid، Ayyubid and Mamluk Eras، I، pp. ٥٣ - ٧٠ (عن النّواهي الخاصّة بالأطعمة).
(٢) انظر خبر أبي ركوة، الوليد بن هشام بن عبد الملك ابن عبد الرحمن الأموي، عند ابن القلانسي: ذيل تاريخ دمشق ٦٥ - ٦٦؛ النويري: نهاية الأرب ١٨٠: ٢٨ - ١٨٥؛ المقريزي: اتعاظ الحنفا ٦٠: ٢ - ٦٧، إغاثة الأمة ٦٤؛ أبي المحاسن: النجوم الزاهرة ١٧٩: ٤، ٢١٢، ٢١٥ - ٢١٧؛ عماد الدين إدريس: عيون الأخبار ٢٥٩: ٦ - ٢٧٢.
(٣) المقريزي: اتعاظ الحنفا ٦٩: ٢.
(٤) نفسه ٧٠: ٢.
(٥) نفسه ٧٠: ٢.