للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتبدو قائمة المقريزي التي ذكر فيها آثار القاهرة حتى عصره - في الشّكل الذي وصل إلينا فيه كتاب «الخطط» - غير تامّة. ولكنّ ذلك لا يعني عدم معرفة المقريزي بهذه الآثار، فقد ذكر الآثار التي لم ترد في «الخطط» في كتابه الآخر «السّلوك» الذي ظلّ يضيف إليه حتى قبل وفاته بعام واحد، مثل: «مدرسة (خانكاه) نظام الدّين إسحاق الأصفهاني [أثر رقم ١٤٠] فوق الشّرف على طارف الجبل خارج باب المحروق من القاهرة تحت دار الضّيافة» (السلوك ٣٣٩: ٣، ٤٦١) و «مدرسة ابن غنّام [أثر رقم ٩٦] بالقرب من الجامع الأزهر» (السلوك ٢٥٣: ٣، ٥٤٥)، و «جامع الأمير سودون من زادة [أثر رقم ١٢٧] بخطّ سويقة العزّي خارج باب زويلة» (السلوك ١١٢٢: ٤) و «المدرسة الجوهريّة [أثر رقم ٩٧] بجوار الجماع الأزهر» (السلوك ١٢٣٤: ٤)، و «جامع جوهر الطّواشي [أثر رقم ١٣٤] بالرّميلة تحت القلعة» (السلوك ١٢٣٠: ٢)، و «جامع الأمير تغري بردي البكلمشي الدّوادار المعروف بالمؤذي [أثر رقم ٢٠٩] بخطّ الصّليبة» (السلوك ١٢٣٠: ٤)، و «مصلّى المؤمني [أثر رقم ١٤٨] تحت قلعة الجبل» (السلوك ٤٢٦: ٤، ٦٢٠، ٧٥٧، ٨٢٧). وكما سبق أن أثبتّ فإنّ تاريخ تأليف «الخطط» لا يتعدّى بحال سنتي ٨٢٧ - ٨٣٠ هـ (فيما تقدم ٦٦: ١ * ٦٨ *)، فتكون إشارة المقريزي إلى الآثار التي أنشئت بعد هذا التاريخ في «الخطط» هي إضافات وإلحاقات أضافها على نسخته الخاصّة لتحديث معلوماتها بعد أن فرغ من كتابتها وأدمجها النّسّاخ في مواضعها عند النّقل عنها (فيما يلي ٣٥٤ - ٣٦٠).

والمدارس التي استدركتها - وعددها سبع وعشرون مدرسة - أنشئت جميعها قبل هذا التاريخ، بما أنّها وردت في المسوّدة ولم ينقلها المقريزي إلى المبيّضة لسبب غير واضح. ولا شكّ أنّ المسوّدة اشتملت على ذكر مدارس وجوامع وآثار أخرى سقطت من رزمة «المسوّدة» خلال نقلها من مصر وقبل تجليدها في متحف طوبقبوسراي بإستانبول، فتعقيبات النّسخة غير متّصلة ويوجد بها تقديم وتأخير وأوراق كاملة جلّدت بعكس اتّجاه النّسخة. والخبر الذي أوردته في آخر هذا المجلّد بعنوان: «من أسباب الخراب» نقلا عن «المسوّدة» يدلّ على أنّ المقريزي كان بصدد جمع مادّة الجزء السّابع من تقسيمه الذي سمّاه: «ذكر الأسباب الذي نتج عنها خراب إقليم مصر» والذي أحال إليه في مواضع كثيرة من كتابه.

ونظرا لأنّ المقريزي لا يقدّم لنا - كما سبق أن ذكرت - على امتداد هذا المجلّد - إلاّ فيما ندر - أيّ أوصاف معماريّة عن تخطيط الجوامع والمدارس وغيرها من المنشآت، وإنّما اهتمّ فقط بتحديد موضع الأثر من القاهرة وما كان عليه موضعه قبل بنائه، وتاريخ إنشائه والآمر به، ثم يترجم ترجمة ثريّة لصاحب الأثر، لذلك حرصت على إحالة القارئ إلى أهمّ المراجع التي تناولت تاريخ وتخطيط هذه