- الموصوفين بالأصوليّة الموحّده: الأشعريّة [على] الحشويّة وغيرهم من المبتدعة، وذلك في شهر رمضان سنة خمس وس [بعين وخمس مائة](١).
وقد زالت كلّ آثار هذه المدارس المبكّرة، سواء التي أقيمت في الإسكندرية أو في الفسطاط.
وكلّ ما نعرفه عنها أنّها كانت مخصّصة لتدريس مذهب واحد (٢)، حيث إنّ أوّل مدرسة جمع فيها تدريس المذاهب الفقهيّة الأربعة هي «المدرسة المستنصرية» في بغداد التي أنشئت فيما بين سنتي ٦٢٥ هـ/ ١٢٢٨ م و ٦٣١ هـ/ ١٢٣٤ م، كما أنّنا نجهل كلّ شيء عن تخطيط هذه المدارس.
وعرفت القاهرة كذلك في العصر الأيّوبي نوعا آخر من المؤسّسات التّعليمية هو «دار الحديث»، وهي مؤسّسة اختصّت فقط بتدريس علوم الحديث. وأوّل دار أنشئت من هذا النّوع هي «دار الحديث النّوريّة» التي أنشأها نور الدّين محمود في دمشق سنة ٥٦٧ هـ/ ١١٧١ م (٣). ثم تتابع إنشاء دور الحديث وعلى الأخصّ في دمشق وضواحيها، حيث يذكر النّعيمي أسماء ستة عشر دارا للحديث (٤)، إلى أن أنشأ السّلطان الملك الكامل محمد «دار الحديث الكامليّة» في القاهرة سنة ٦٢٢ هـ/ ١٢٢٥ م (فيما يلي ٤٩٤)، وهي - إضافة إلى «دار الحديث المراغيّة» التي عمّرها الشيخ شمس الدّين المراغي على شاطئ النيل، والتي ذكرها ابن دقماق (٥) - دار الحديث الوحيدة المعروفة بالقاهرة.
***
ومع اختصاص المدارس بتدريس المذاهب الفقهيّة الأربعة، كان التّخطيط المتعامد على صحن مربّع Cruciform Plan يتّفق تماما مع وظيفة المدرسة الجديدة، ومع ذلك فإنّ تخطيط المدارس
(١) Hautecoeur & Wiet، Les Mosquees du Caire، p. ١٠١; Wiet، G.، RCEAIX، n ٠٣٣٣٩. (٢) لا شكّ أنّ هذه المدارس كانت تشبه في تخطيطها تخطيط المدارس الشّامية التي وصلت إلينا، وهي تتألّف من مصلّى وبهو مستطيل، وفي حالة تدريسها لمذهبين كانت تشتمل على إيوانين متقابلين بينهما فناء مربّع التّخطيط ويحفّ به من الجانبين حجرات لسكنى الطّلبة، ونادرا ما كانت تزوّد بمئذنة. (٣) النعيمي: الدارس في تاريخ المدارس ٩٩: ١. (٤) نفسه ١٩: ١ - ١٢٢. (٥) ابن دقماق: الانتصار ٩٩: ٤.