وقام من بعده «السّلطان الملك المظفّر سيف الدّين قطز» في يوم السبت، وأخرج المنصور ابن المعزّ منفيّا هو وأمّه إلى بلاد الأشكري، وقبض على عدّة من الأمراء (١).
وسار فأوقع بجمع هولاكو على «عين جالوت»(٢). وهزمهم في يوم الجمعة خامس عشرين رمضان سنة ثمان وخمسين، وقتل منهم وأسر كثيرا بعد ما ملكوا بغداد، وقتلوا الخليفة المستعصم باللّه عبد اللّه، وأزالوا دولة بني العبّاس، وخرّبوا بغداد وديار بكر وحلب، ونازلوا دمشق فملكوها. فكانت هذه الوقعة أوّل هزيمة عرفت للتّتر منذ قاموا.
ودخل المظفّر قطز إلى دمشق وعاد منها يريد مصر؛ فقتله الأمير ركن الدّين بيبرس البندقداري، قريبا من المنزلة الصّالحيّة، في يوم السبت نصف ذي القعدة منها، فكانت مدّته سنة تنقص ثلاثة عشر يوما.
وقام من بعده «السّلطان الملك الظّاهر ركن الدّين أبو الفتح بيبرس البندقداري الصّالحي» التركي الجنس، أحد المماليك البحريّة، وجلس على تخت السّلطنة بقلعة الجبل في (a)) يوم (a) سابع عشر ذي القعدة سنة ثمان وخمسين، فلم يزل حتى مات بدمشق في يوم الخميس سابع عشرين المحرّم سنة ستّ وسبعين وستّ مائة. فكانت مدّته سبع عشرة سنة وشهرين واثني عشر يوما (٣).
(a-a) ساقطة من بولاق: والبياض في آياصوفيا. (١) راجع أخبار السّلطان الشّهيد المظفّر سيف الدّين قطز عند، ابن عبد الظاهر: الروض الزاهر ٦٣ - ٦٨، ٩٣ - ٩٦؛ النويري: نهاية الأرب ٤٦٩: ٢٩ - ٤٨٦؛ ابن أيبك: كنز الدرر ٣٩: ٨ - ٦٤؛ بيبرس الدوادار: زبدة الفكرة ٤٦ - ٥٥؛ الصفدي: الوافي بالوفيات ٢٥١: ٢٤ - ٢٥٣؛ المقريزي: السلوك ٤١٧: ١ - ٤٣٥؛ العيني: عقد الجمان ٢٢٠: ١ - ٢٦٠؛ أبي المحاسن: النجوم الزاهرة ٧٢: ٧ - ٩٣، المنهل الصافي ٧٤: ٩ - ٧٧؛ Little D.P.، El ٢ art.Kutuz V، pp. ٥٧٥ - ٧٦؛ ولقاسم عبده قاسم: السّلطان المظفّر سيف الدّين قطز بطل معركة عين جالوت، دمشق - دار القلم ١٩٩٨. (٢) انظر تفاصيل موقعة عين جالوت - وهي بليدة بين بيسان ونابلس بفلسطين (ياقوت: معجم البلدان ١٧٧: ٤) - في المصادر المذكورة في الهامش السابق، وأضف إليها عبد المنعم ماجد: «أضواء جديدة على موقعة عين جالوت»، الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، الموسم الثقافي ١٩٧٦ - ١٩٧٧، القاهرة ١٩٧٨، ١٥١ - ١٦٨؛ Lewis، B.، El Ayn Djalut I، pp. ٨١٠ - ١١; Thorau، P.، «The Battle of Ayn Jalut: A Re- examination» in Edbury.P.W.، (ed.)، Crusade and Settlement، Cardiff ١٩٨٥، pp. ٢٣٦ - ٤١. (٣) سترد أخبار السّلطان الظّاهر بيبرس، المؤسّس الحقيقي لدولة المماليك البحريّة، فيما يلي ٣٠٠: ٢ عند ذكر جامع الظّاهر بيبرس.