الأسديّة والسّلاحيّة والأكراد (١). فأتاه ممّن كان عند أخيه الملك الأفضل عليّ: الأمير فخر الدّين جهاركس، والأمير فارس الدّين ميمون القصري، والأمير شمس الدّين سنقر الكبير - وهم عظماء الدّولة - فأكرمهم، وقدم عليه القاضي الفاضل فبالغ في كرامته.
وتنكّر ما بينه وبين أخيه الأفضل، فسار من مصر لمحاربته، وحصره بدمشق. فدخل بينهما العادل أبو بكر حتى عاد العزيز إلى مصر على صلح فيه دخل، فلم يتمّ ذلك وتوحّش ما بينهما، وخرج العزيز ثانيا إلى دمشق، فدبّر عليه عمّه العادل حتى كاد أن يزول ملكه وعاد خائفا، فسار إليه الأفضل والعادل حتى نزلا بلبيس، فجرت أمور آلت إلى الصّلح، وإقامة (a) العادل مع العزيز بمصر، وعاد الأفضل إلى مملكته بدمشق.
فقام العادل بتدبير أمور الدّولة، وخرج بالعزيز لمحاربة الأفضل فحصراه بدمشق حتى أخذاها منه بعد حروب، وبعثاه إلى صرخد. وعاد العزيز إلى مصر، وأقام العادل بدمشق حتّى مات العزيز في ليلة (b) عشرين المحرّم سنة خمس وتسعين وخمس مائة عن سبع وعشرين سنة وأشهر، منها مدّة سلطنته بعد أبيه ستّ سنين تنقص شهرا واحدا.
فأقيم بعده ابنه «السّلطان الملك المنصور ناصر الدّين محمد»، وعمره تسع سنين وأشهر بعهد من أبيه. وقام بأمور الدّولة بهاء الدّين قراقوش الأسدي الأتابك، فاختلف عليه أمراء الدّولة، وكاتبوا الملك الأفضل عليّ بن صلاح الدّين، فقدم من صرخد في خامس ربيع الأوّل، فاستولى على الأمور، ولم يبق للمنصور معه سوى الاسم (٢).
(a) بولاق: وأقام. (b) بياض في آياصوفيا. (١) انظر ترجمته عند، ابن خلكان: وفيات الأعيان ٢٥١: ٣ - ٢٥٣؛ الذهبي: سير أعلام النبلاء ٢٩١: ٢١ - ٢٩٤؛ الصفدي: الوافي بالوفيات ٥١٦: ١٩ - ٥١٩؛ ابن واصل: مفرج الكروب ٣٦: ٣ - ٨٦؛ النويري: نهاية الأرب ٤٤٢: ٢٨ - ٤٥٥؛ ابن أبيك: كنز الدرر ١١٥: ٧ - ١٤١؛ ابن الفرات: تاريخ الدول ١٤٣: ٢/ ٤ - ١٤٨؛ المقريزي: السلوك ١٤٣: ١ - ١٤٤؛ أبي المحاسن: النجوم الزاهرة ١٢٠: ٦ - ١٤٥. (٢) انظر أخبار الملك المنصور محمد عند، ابن واصل: مفرج الكروب ٨٧: ٣ - ٩٠، ١٤٠ - ١٦١؛ النويري: نهاية الأرب ٤٥٦: ٢٨ - ٤٦١؛ ابن أبيك: كنز الدرر ١٣٦: ٧ - ١٣٩؛ المقريزي: السلوك ١٤٥: ١ - ١٥٢، أبي المحاسن: النجوم الزاهرة ١٤٦: ٦ - ١٥٩.