قال الشّريف محمد بن أسعد الجوّاني النّسّابة في كتاب «النّقط على (a) الخطط»: والمساجد المبنيّة على الجبل المتّصل (b) باليحاميم المطلّ (c) على القاهرة المعزّيّة، التي فيها المسجد المعروف بسعد الدّولة، والتّرب التي هناك تحتوي القلعة التي بناها السّلطان صلاح الدّين يوسف بن أيّوب على الجميع وهي التي نعتها بالقاهرة. وبنيت هذه القلعة في مدّة يسيرة.
وهذه المساجد هي: مسجد سعد الدّولة، ومسجد معزّ الدّولة والي مصر (١)، ومسجد مقدّم ابن عليّان من بني بويه الدّيلمي، (d)) والتّربة (d) ومسجد العدّة، بناء أحد الأستاذين الكبار المستنصريّة - وهو عدّة الدّولة - وكان بعد مسجد معزّ الدّولة، ومسجد عبد الجبّار بن عبد الرّحمن بن شبل بن عليّ ابن (e) رئيس الرّؤساء، وكافي الكفاة أبي يعقوب بن يوسف الوزير بهمدان ابن عليّ، بناه وانتقل بالإرث إلى ابن عمّه القاضي الفقيه أبي الحجّاج يوسف بن عبد الجبّار بن شبل، وكان من أعيان السّادة (٢). ومسجد/ قسطة، وكان أميرا (f) أرمنيّا من غلمان المظفّر ابن أمير الجيوش، مات مسموما من أكلة هريسة.
وقال الحافظ أبو الطّاهر السّلفي: سمعت أبا منصور قسطة الأرمني (g) والي الإسكندرية يقول:
كان عبد الرّحمن خطيب ثغر عسقلان يخطب بظاهر البلد في عيد من الأعياد، فقيل له قد قرب منّا العدوّ. فنزل عن المنبر، وقطع الخطبة. فبلغه أنّ قوما من العسكرية عابوا عليه فعله. فخطب في الجمعة الأخرى داخل البلد في الجامع خطبة بليغة قال فيها: «قد زعم (h) أنّ الخطيب فزع، وعن المنبر تزعزع (i) وليس ذلك عارا على الخطيب، فإنّما ترسه الطّيلسان، وحسامه اللّسان، وفرسه خشب لا تجري مع الفرسان. وإنّما العار على من تقلّد الحسام، وسنّ السّنان، وركب الجياد الحسان، وعند اللّقاء يصيح: إلى عسقلان» (٣).
(a) بولاق: في. (b) بولاق: المتصلة. (c) بولاق: المطلة. (d-d) ساقطة من بولاق. (e) ساقطة من بولاق. (f) بولاق: غلاما. (g) عند السلفي: الآمري. (h) بولاق: قد زعم قوم، والسلفي: قد زعموا. (i) بولاق: نزع. (١) ابن عبد الظاهر: الروضة البهية ١٣١. (٢) راجع مناقشة كازانوفا لمواقع هذه المساجد Casanova، P.، op.cit.، pp. ٥٥٧ - ٥٩ (الترجمة العربية ٦٣ - ٦٤). (٣) السلفي: معجم السّفر ٣٢٤ (ترجمة رقم ١١٣٧)؛ وانظر عن السّلفي فيما يلي ٧٥٥ هـ ٧.