للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مثل أن يتّجر الذّمّي الشّامي في جميع الشّام،/ أو الذّمّي المصري في جميع مصر، أو الذّمّي العراقي في جميع العراق.

وليس العمل عندنا على قول عمر بن عبد العزيز لزريق بن حيّان: «واكتب لهم بما يؤخذ منهم كتابا إلى مثله من الحول، ومن مرّ بك من أهل الذّمّة فخذ ممّا يديرون من التّجارات من كلّ عشرين دينارا دينارا، فما نقص فبحساب ذلك حتى تبلغ عشرة دنانير، فإن نقص منها ثلث دينار فدعها ولا تأخذ منها شيئا». والعمل على أن يؤخذ منهم العشر، وإن خرجوا في السّنة مرارا من كلّ ما اتّجروا به قلّ أو كثر. وهذا قول ربيعة وابن هرمز.

وقال القاضي أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الحضرمي (١)، أحد أصحاب الإمام أبي حنيفة في كتاب «الرّسالة» إلى أمير المؤمنين هارون الرّشيد، وهو كتاب جليل القدر:

حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر، قال: سمعت أبي يذكر، قال: سمعت زياد بن حدير (a)، قال: أوّل من بعث عمر بن الخطّاب منّا على العشور أنا، فأمرني ألاّ أفتّش أحدا، وما مرّ عليّ من شيء أخذت من حساب أربعين درهما، درهما من المسلمين، وأخذت من أهل الذّمّة من عشرين واحدا، وممّن لا ذمّة له العشر، وأمرني أن أغلظ على نصارى بني تغلب، قال: إنّهم قوم من العرب وليسوا من أهل الكتاب، فلعلّهم يسلمون. قال: وكان عمر قد اشترط على نصارى بني تغلب ألا ينصّروا أولادهم (٢). وحدّثنا أبو حنيفة عن الهيثم، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك قال: بعثني عمر بن الخطّاب على العشور، وكتب لي عهدا أن آخذ من المسلمين ممّا اختلفوا به لتجاراتهم ربع العشر، ومن أهل الذّمّة نصف العشر، ومن أهل الحرب العشر.


(a) بولاق: جرير.
(١) أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن خنيس بن سعد بن حبتة الكوفي، المتوفى ببغداد سنة ١٨٢ هـ/ ٧٩٨ م، أحد أصحاب الإمام أبي حنيفة النّعمان، ولي القضاء ببغداد لثلاثة خلفاء: المهدي والهادي والرّشيد حتى وفاته. وهو أوّل من خوطب ب «قاضي القضاة» - و «الرّسالة» إلى أمير المؤمنين هارون الرّشيد - التي يشير إليها المقريزي - توجد في مقدمة كتابه «الخراج» (القاهرة ١٣٥٢ هـ). (راجع، وكيع: أخبار القضاة ٢٥٤: ٣ - ٢٦٤؛ ابن النديم: الفهرست ٢٥٦ - ٢٥٧؛ الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد ٢٤٢: ١٤ - ٢٦٢؛ ابن خلكان: وفيات الأعيان ٣٧٨: ٦ - ٣٩٠؛ الذهبي: سير أعلام النبلاء ٤٧٠: ٨ - ٤٧٣؛ القرشي: الجواهر المضية ٦١١: ٣ - ٦١٣؛ Sezgin، F.، GASI، pp.
(٤١٩ - ٢١.
(٢) قارن مع البلاذري: فتوح البلدان ٢١٧.