بالقرب من الجامع الأزهر، ودار ومدرسة الأمير آل ملك الجو كندار بالقرب من باب المشهد الحسيني (١). ودائما ما يثبت الأمير رنكه على مداخل هذه الدّور والمدارس؛ كما كان من التّقليد أن تنصب على أبواب هذه الدّور الطّوارق (فيما يلي ١٧٨، ٣٩٤).
وتقع أنقاض أقدم القصور المملوكية التي تبقّت، وهو «قصر ألين آق» في شارع باب الوزير بخطّ التّبّانة بجوار جامع آق سنقر (فيما يلي ٣٠٩: ٢ - ٣١٠). ويرجع تاريخ هذا القصر (المسجّل في الآثار برقم ٤٤٩) إلى سنة ٦٩٣ هـ/ ١٢٩٣ م اعتمادا على نصّ في مدخل القصر يحمل اسم ألين آق الحسامي، رجّح عالم الوثائق الرّاحل عبد اللّطيف إبراهيم أنّه ربّما يكون هو نفسه الأمير سيف الدّين ألناق الذي أمر النّاصر محمد بن قلاوون بقطع يديه وتسميره مع ستّة آخرين سنة ٦٩٣ هـ/ ١٢٩٣ م، لمشاركتهم في قتل أخيه السّلطان الأشرف خليل (٢). وكان قد أقام في هذا القصر، في نهاية القرن الثّامن الهجري/ الرّابع عشر الميلادي الأمير أيتمش الأسندمري البجاسي الظّاهري، المتوفى سنة ٨٠٢ هـ/ ١٣٩٩ م، الذي وصفه أبو المحاسن بأنّه «آخر عظماء الأمراء بالدّيار المصرية إلى يومنا هذا»(٣). فقد جاء في حجّة وقف الأشرف برسباي أنّ من بين الأوقاف الخاصّة بالجامع الأشرفي «جميع المكان الكائن بظاهر القاهرة المحروسة خارج بابيّ زويلة بخطّ التّبّانة بجوار جامع آقسنقر ويعرف بالقصر سكن المرحوم أيتمش»(٤). وهو ما يتّفق مع الواقع، فقصر ألين آق يفصله الآن عن جامع آقسنقر (الجامع الأزرق) مدرسة خاير بك التي أقيمت سنة ٩٠٨ هـ/ ١٥٠٢ م.
وقد تبدّل هذا القصر خلال تاريخه ثم تخرّب قسم منه، وكان يمكن أن يزول نهائيا لولا أنّه ضمّ في مطلع القرن العاشر الهجري/ السّادس عشر الميلادي إلى مجموعة العمائر التي أنشأها في هذا المكان خاير بك وتشمل مدرسة وسبيلا وعددا من الأضرحة بينها ضريحه الخاصّ، وتحتفظ دار الوثائق القومية بالقاهرة بحجّة وقف هذه العمائر تحت رقم ٢٩٢/ ٤٤ (٥).
وللقصر مدخل ضخم على شكل رواق مزيّنة قمّته بمقرنصات حجرية. وتستقر القاعة الكبرى للقصر (مثل قصر قوصون) على عقود الإسطبل الموجود بالدّور الأرضي، وهي قاعة
(١) أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٢٧٨: ٩، ٢٩٢، ١٠٧: ١٠، ١٧٦؛ وفيما يلي ٢٥٤: ٢. (٢) أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٢٢: ٨؛ عبد اللطيف إبراهيم: الوثائق في خدمة الآثار «العصر الملوكي»، ٢١٨ - ٢١٩. (٣) أبو المحاسن: المنهل الصافي ١٥٠: ٣. (٤) حجّة وقف الأشرف برسباي، نشرها وقدّم لها أحمد درّاج، القاهرة - المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية ١٩٦٣، ٦٧؛ أبو المحاسن: المنهل الصافي ١٤٨: ٣. (٥) Garcin، J. -Cl.، op.cit.، pp. ١٨٠ - ٨٢.