للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«ونلحظ إلى الشّرق من المقياس بقايا قصر الصّالح نجم الدّين أيّوب …

والشّيء الوحيد الملاحظ والمتبقّي من هذا الأثر قاعة كبيرة مستطيلة، عرضها من الشّرق إلى الغرب ١٢، ١٨ مترا، وطولها من الشّمال إلى الجنوب ١٤، ٦٠ مترا، وتكوّن القبّة التي تعلو وسطها مستطيلا عرضه من الشّرق إلى الغرب ٥، ٦٠ مترا وطوله من الشّمال إلى الجنوب نحو ٦، ٨٠ مترا. ويدعم كلّ زاوية من زواياها الأربع ثلاثة دعائم أو أعمدة متّصلة على شكل مثلّث. ويؤدّي إلى هذه القاعة عدد من الدّهاليز المتباينة الأبعاد». (١)

(فيما يلي ٣٥٥).

وقد زالت جميع المعالم التي ذكرها مارسيل Marcel في وصفه، وهي بالإضافة إلى المدخل التّذكاري وقاعة الصّالح أيّوب، جامع المقياس الذي أنشأه أمير الجيوش بدر الجمالي سنة ٤٨٥ هـ/ ١٠٩٢ م (فيما يلي ٢٩٠: ٢). ليحلّ محلّها في سنة ١٢٦٧ هـ/ ١٨٥١ م قصر حديث بناه حسن باشا فؤاد المانسترلي (متحف أمّ كلثوم الآن).

وعلّق ألكسندر لزين Alexandre Lezine أهمية خاصّة على تخطيط هذه القاعة التي عدّها عنصرا انتقاليّا بين قاعات الفسطاط والقصر الفاطمي والقاعات المملوكية، والأنموذج prototype الذي احتزاه معماريّو العصر المملوكي في تصميم القاعات (٢).

***

ولم يصل إلينا من بين دور وقصور القاهرة التي ذكرها المقريزي في «الخطط»، وعددها واحد وستون دارا شيّد القسم الأكبر منها في القرن الثّامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي، إلاّ أربعة قصور، أي بنسبة ٦، ٥٦%، ثلاثة خارج باب زويلة جنوب القاهرة هي: قصر ألين آق بشارع باب الوزير (وهو قصر لم يذكره المقريزي)، وقصر قوصون - يشبك خلف جامع ومدرسة السّلطان حسن، وقصر طاز بشارع السّيوفيّة، والقصر الرّابع داخل حدود القاهرة الفاطميّة هو


(١) Marcel، J.J.، «Memoire sur le Meqyes de I'ile de Roudah»، Description de I'Egypte، Etat moderne XV، Paris ١٨٢٦، pp. ٤٦٥ - ٦٧; Creswell، K.A.C.، MAEII، pp. ٨٤ - ٨٧.L ٢
(٢) Lezine، A.، «Les salles nobles des palais mamelouks»، An.Isl.X (١٩٧٢)، pp. ٦٤ - ٦٦.