بالجوهر والياقوت، ومتولّي خزائن الإنفاق بيده خريطة مملوءة دنانير لمن يقف يطلب صدقة وإنعاما، فيؤمر بما يدفع/ إليه، وتفرقة الرّسوم الجاري بها العادة.
ولعبت المثافقون (a) والبختيارية (١)، وتناوب القرّاء والمنشدون وأرخيت السّتور، وعبّئ السّماط ثانيا على ما كان عليه أوّلا، ثم رفعت السّتور، وجلس على المدوّرة والسّماط من جرت العادة به، وفرّقت الدّنانير على المقرئين والمنشدين والبختيارية والمثافقين (a)، ومن هو معروف بكثرة الأكل. ونهبت قصوره الحلاوة (b)، (c) وانقضى حكم السّماط (c) وأرخيت السّتور، وأحضر متولّي خزانة الكسوة الخاصّ للخليفة بدلة إلى أعلى السرير حسب ما كان أمره، فلبسها وخلع الثّياب التي كانت عليه على الوزير بعد ما بالغ في شكره والثّناء عليه.
وتوجّه إلى داره، فوصل إليه من الخليفة الصّواني الخاصّ المكلّلة معبّأة على ما كانت بين يديه، وغيرها من الموائد، وكذلك إلى أولاده وإخوته صينية صينية، ولكاتب الدّست ولمتولّي (d) حجبة الباب مثل ذلك. وبكّر (e) الوزير بجلوسه في داره مغلّسا (f)، ويسارع النّاس على طبقاتهم لهنائه (g) بالعيد والخلع، وبما جرى في صعود المنبر، وحضر الشّعراء (٢) وأسنيت لهم الجوائز.
وجرى الحال يومئذ في جلوس الخليفة وفي السّلام لجميع الشّيوخ والقضاة والشّهود والأمراء والكتّاب ومقدّمي الرّكاب والمتصدّرين بالجوامع والفقهاء والقاهريين والمصريين واليهود برئيسهم والنّصارى ببطريقهم، على ما جرت به عادتهم، وختم المقرئون، وقدمت الشّعراء على طبقاتهم إلى آخرهم، وجدّد لكلّ من الحاضرين سلامه.
وانكفأ الخليفة إلى الباذهنج لأداء فريضة الصّلاة والرّاحة بمقدار ما عبّئت المائدة الخاصّ، واستحضر المأمون وأولاده وإخوته، (h) والخليفة جالس وأخواه جعفر وعبد الصّمد على يساره، وأجلس المأمون عن يمينه وأولاده (h) على عادتهم، واستدعي من شرف بحضور المائدة - وهم:
(a) بولاق: المنافقون. (b) بولاق: الخليفة. (c) (c-c) زيادة من مسودة المواعظ. (d) بولاق: متولي. (e) بولاق: يكبر. (f) بولاق: معلنا. (g) زيادة من المسودة. (h) (h-h) ساقطة من بولاق. (١) البختيارية (النختبارية). قوم لا نعرف على وجه التحديد دورهم أو وظيفتهم انفرد بذكرهم ابن المأمون وابن الطّوير، ويبدو من خلال نص ابن الطّوير (فيما يلي ٤٩٤، وكذلك ٥٥٦) أنهم كانوا يؤدون ألعابا بهلوانية أثناء سير موكب الخليفة في موسم فتح الخليج. (٢) حدّد المقريزي هؤلاء الشعراء في المسودة وهم: أحمد ابن مفرّج بن سابق وظافر الحدّاد والقاضي أبو الفتح بن قادوس ومجير الدين أبو جعفر ومسعود الدولة أبو عليّ حسن ابن حيدرة المقدّم على الشعراء.