التّحرير بيّضت بعد أن يستدعى من المجلس أوراق بالإدرار الذي يقبض بغير خرج - وفي الإدرار ما هو مستقرّ بالوجهين - فيضاف هذا المبلغ بجهاته إلى المبالغ المعلومة بديوان الرّواتب وجهاتها، حتى لا يفوت الاستيمار (a) شيء من كلّ ما تقرّر شرحه، ويعلم مقداره عينا وورقا وغلّة وغير ذلك. فيحرّر ذلك كلّه بأسماء المرتزقين، وأوّلهم الوزير ومن يلوذ به، وعلى ذلك إلى أن ينتهي الجميع إلى أرباب الضّوّ (b). فإذا تكمّل استدعي له من خزانة الفروش (c) وطاء حرير (١) لشدّه، وشرّابة لشكّه (d) إمّا خضراء أو حمراء، ويعمل له صدر من الكلام اللاّئق بما بعده.
وهذا كلّه خارج عن الكسوات المطلقة لأربابها، (e) ورسم الغرّة في أوّل (e) كلّ سنة، وما يحمل من دار الفطرة من الأصناف برسم عيد الفطر، وعمّا يشهد به دفتر المجلس من العطايا الخافية والرّسوم. وقد انعقد مرّة - وأنا أتولّى ديوان الرّواتب - على ما مبلغه نيّف ومائة ألف دينار أو قريب من مائتي ألف درهم (f)، ومن القمح والشّعير على عشرة آلاف أردبّ.
فإذا فرغ من شكّه (g) في الشّرّابة، حمل إلى صاحب ديوان النّظر إن كان، وإلاّ لصاحب ديوان المجلس ليعرضه على الخليفة إن كان - يعني مستبدّا - أو الوزير، لاستقبال المحرّم من السنة الآتية في أوقات معلومة، فيتأخّر في العرض، ريثما (h) يستوعب المحرّم ليحيط العلم بما فيه، فإذا كمل العرض أخرج إلى الديوان وقد شطب على بعضه.
وكانوا يتحرّجون من الإقامات على مال الدّولة التي لا أصل لها وعلى غير متوفّر، ويتنجّزها أربابها بالتّشقيلات (i) على الخلفاء والوزراء، وينقص قوم للاستكثار، ويزاد قوم للاستحقاق، ويصرف قوم ويستخدم آخرون، على ما تقتضيه الآراء في ذلك الوقت، ثم يخرج فيسلّم (j) لربّ هذا الدّيوان، فيحمل الأمر على ما شطب فيه (k)، وعلامة الإطلاق خروجه من العرض.
(a) بولاق: من الاستيمار. (b) بولاق: الضر. (c) بولاق: الفرش. (d) بولاق: لمسكه. (e) (e-e) بولاق: والرسوم المعدّة في. (f) بولاق: دينار. (g) بولاق: مسكه. (h) بولاق: ربما. (i) بولاق: بالمستقبلات. (j) بولاق: ثم يسلم. (k) بولاق: عليه. (١) وطاء ج. أوطية. والوطاء ككتاب وسحاب خلاف الغطاء (الفيروز أبادي: القاموس المحيط ٧٠)، ويمكن أن تكون شيئا أشبه بالمخاد تقدم عليه الخلع من باب التشريف.