المذكور معلّقا بالسّتور (a) الدّيباج شتاء والدّبيقي (١) صيفا، وفرش الشّتاء البسط الحرير - عوضا عن الصّوف - مطابقا للسّتور الدّيباج، وفرش الصّيف مطابقا للستور الدّبيقي ما بين طبريّ وطبرستاني مذهّب معدوم المثل، وفي صدره المرتبة المؤهلة لجلوسه في هيئة هائلة (b) على سرير الملك المغشّي بالقرقوبي (٢)، فيكون وجه الخليفة عليه قبالة وجوه الوقوف بين يديه. فإذا تهيّأ الجلوس استدعي الوزير من المقطع إلى باب المجلس المذكور - وهو معلّق وعليه سترا جنابه (c) - فيقف بحذائه، وعن يمينه زمام القصر، وعن يساره زمام بيت المال.
فإذا انتصب الخليفة على المرتبة، وضع أمين الملك مفلح - أحد الأستاذين المحنّكين الخواصّ - الدّواة مكانها من المرتبة، وخرج من المقطع الذي يقال له «فرد الكمّ»، فإذا الوزير واقف أمام باب المجلس، وحواليه الأمراء المطوّقون أرباب الخدم الجليلة وغيرهم، وفي خلالهم قرّاء الحضرة؛ فيشير صاحب المجلس إلى الأستاذين، فيرفع كلّ منهم جانب السّتر، فيظهر الخليفة جالسا بمنصبه المذكور، فيستفتح القرّاء بقراءة القرآن الكريم، ويسلّم الوزير بعد دخوله إليه، فيقبّل يديه ورجليه، ويتأخّر مقدار ثلاثة أذرع وهو قائم قدر ساعة زمانية، ثم يؤمر بأن يجلس على الجانب الأيمن، وتطرح له مخدّة تشريفا.
ويقف الأمراء في أماكنهم المقرّرة: فصاحب الباب وإسفهسلار العساكر من جانبي الباب يمينا ويسارا، ويليهم من خارجه لاصقا بعتبته زمام الآمرية والحافظية كذلك، ثم بقيّتهم على مقاديرهم، فكلّ واحد لا يتعدّى مكانه (d) هكذا إلى آخر الرّواق، وهو الإفريز العالي عن أرض القاعة، ويعلوه السّاباط على عقود القناطر التي على العهد هناك (d).
ثم أرباب القصب والعمّاريات يمنة ويسرة كذلك، ثم الأماثل والأعيان من الأجناد المترشّحين للتّقدمة، ويقف مسندا بالصّدر الذي يقابل باب المجلس بوّاب (e) الباب والحجّاب. ولصاحب الباب في ذلك المحلّ الخروج والدّخول، وهو الموصّل عن كلّ قائل ما يقول.
(a) بولاق: فيه الستور. (b) بولاق: جليلة. (c) ساقطة من بولاق. (d) (d-d) ساقطة من مسودة المواعظ. (e) بولاق: نواب. (١) الدّبيقي. نوع من الأقمشة المزركشة الموشاة بخيوط الذهب والحرير كانت له شهرة خاصة في العصر الفاطمي وينسب إلى مدينة دبيق (فيما تقدم ٦١٢: ١ - ٦١٣). (٢) القرقوبي. نسيج ينسب إلى قرقوب بالقرب من تستر من أعمال خوزستان اشتهرت بقماش مطرز يعرف بالسوسنجرد ينسب إليها Serjeant، R.B.، Islamic) (Textiles، p. ٤٥.