الفصل العاشر في ذكر هيئتهم في الجلوس العام بمجلس الملك (١): (a) ولا يتعدّى ذلك يومي الاثنين والخميس، ومن كان أقرب النّاس إليهم، ولهم خدم لا تخرج عنهم (a)، وينتظر لجلوس الخليفة أحد اليومين المذكورين - (b) يعني الاثنين والخميس (b) -، وليس على التّوالي بل على التّفاريق.
فإذا تهيّأ ذلك في يوم من هذه الأيّام، استدعى الوزير من داره صاحب الرّسالة (٢) على الرّسم المعتاد في سرعة الحركة، فيركب في أهبته (c) وجماعته على الترتيب المقدّم ذكره - يعني في ذكر الرّكوب أوّل العام، وسيأتي إن شاء اللّه في موضعه من هذا الكتاب - فيصير من مكان ترجّله عن دابّته ب «دهليز العمود» بالقصر (٣) إلى «مقطع الوزارة»(٤)، وبين يديه أجلاّء أهل الإمارة، كلّ ذلك بقاعة الذّهب التي كان يسكنها السّلطان بالقصر.
وكان الجلوس قبل ذلك بالإيوان الكبير - الذي هو خزائن السّلاح (٥) - وفي صدره على سرير الملك، وهو باق في مكانه إلى الآن من هذا المكان إلى آخر أيام المستعلي. ثم إنّ الآمر نقل الجلوس إلى هذا المكان، واسمه مكتوب بأعلى باب (d) باذهنجه (٦) إلى اليوم؛ فيكون المجلس
(a) (a-a) ساقطة من مسودة المواعظ. (b) (b-b) ساقطة من بولاق. (c) بولاق: أبهته. (d) ساقطة من بولاق. (١) ابن الطوير: نزهة المقلتين ٢٠٥ - ٢٠٦. (٢) صاحب الرسالة. من الأستاذين المحنّكين، ووظيفته واحدة من تسع وظائف أصحابها هم خواصّ الخليفة (ابن الطوير: نزهة المقلتين ١٥٣، ١٧٩، ٢٠٧، ٢١٠؛ القلقشندي: صبح الأعشي ٤٨١: ٣). (٣) دهليز العمود. رواق بأعمدة كان يسبق قاعة الذّهب ممّا يعطي انطباعا بأن القاعة كانت في غاية الاتساع، وأنه كان من الضروري وجود دعائم لرفعها، مكونة من عدد من الأعمدة (ابن الطوير: نزهة المقلتين ١٦١، ٢٠٦؛ ساويرس ابن المقفع: تاريخ البطاركة ٥٦: ١/ ٣)، وهو ما يتّفق مع وصف غليوم أسقف صور كما نقله إلى الفرنسية جستاف شلمبرجيه يقول: «Une vaste cour decouverte qu'entouraient de magnifiques portiques a collonades» أي «فناء واسع مكشوف يحيط به أروقة ذات أعمدة» Schlumberger، G.، Compagnes du) Roi Amaury Ier? de Jerusalem en Egypte au XIIe? (sie? cle»، Paris، ١٩٠٦، p. ١١٩. (٤) مقطع الوزارة. هو ما يطلق عليه فردكم المجلس أو «فردكم مجلس اللعبة»، كان هو الموضع المعدّ لجلوس الوزير في القاعة (ابن المأمون: أخبار مصر ٢٠، ٤٨، ٨٨؛ ابن الطوير: نزهة المقلتين ٦٨، ١٦١، ٢٠٦، ٢٠٨؛ ابن ميسر: أخبار مصر ٩٠؛ النويري: نهاية الأرب ٢٩٠: ٢٨؛ المقريزي: المقفى الكبير ٤٨٠: ٦؛ وفيما يلي ٤٤٦ - ٤٤٧). (٥) المقريزي: مسودة المواعظ ٦٩، ٨٢. (٦) حاشية بخط المؤلّف: «الباذهنج فارسي، أصله بادكيم، فباد: الهواء، وكيم: مثل بيت، فيكون معناه بيت الهواء».