للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر غير القاضي (a) (١) أنّه دفع إليه خمس مائة دينار قال: ويقال إنّه أهدى إلى أبي جعفر الطّحاوي كتبا قيمتها ألف دينار. وأنّ رشيقا الإخشيدي استحجبه أبو بكر محمد بن علي الماذرائي، فلمّا مضت عليه سنة رفع فيه أنّه كسب عشرة آلاف دينار، فخاطبه في ذلك، فحلف بالأيمان الغليظة على بطلان ذلك، فأقسم أبو بكر الماذرائي بمثل ما أقسم به: لئن خرجت سنتنا هذه ولم تكسب هذه الجملة، لا صحبتني! ولم يزل في صحبته إلى أن صودر أبو بكر، فأخذ منه ومن رشيق مال جزيل.

وذكر أنّ الحسن بن أبي المهاجر، موسى بن إسماعيل بن عبد الحميد بن بحر بن سعد، كان/ على البريد في زمن أحمد بن طولون وقتله خمارويه. وسبب ذلك ما كان في نفس عليّ بن أحمد الماذرائي منه، فأغرى خمارويه به، وقال: قد بقي لأبيك مال غير الذي ذكره في وصيّته، ولم يقف عليه غير ابن مهاجر، فطالبه.

فلم يزل خمارويه بابن مهاجر إلى أن وصف له موضع المال من دار خمارويه، فأخرج فكان مبلغه ألف ألف دينار، فسلّمه إلى أحمد الماذرائي، فحمله إلى داره.

وأقبلت توقيعات خمارويه ترد إليه بالصّلات والنّفقات، فيخرجها من فضول أموال الضّياع والمرافق، وحصلت له تلك الأموال، ولم يضع يده عليها إلى أن قتل.

وصودر أبو بكر محمد بن عليّ في أيّام الإخشيد وقبضت ضياعه، فعاد إلى تلك الألف ألف دينار مع ما سواها من ذخائره وأعراضه وعقده، فما ظنّك برجل ذخيرته ألف ألف دينار! سوى ما ذكر.

وذكر (b) عن أبي بكر محمد بن عليّ الماذرائي أنّه قال: بعث إليّ أبو الجيش خمارويه أن أشتري له أردية وأقنعة للجواري، وعمل دعوة خلا فيها بنفسه وبهم، وغدوت متعرّفا لخبره، فقيل لي إنّه طرب لما هو فيه، فنثر دنانير على الجواري والغلمان، وتقدّم إليهم أنّ ما سقط من ذلك في البركة فهو لمحمد بن عليّ كاتبي. فلمّا حضرت وبلغني ذلك، أمرت الغلمان فنزلوا في البركة، فأصعدوا إليّ منها سبعين ألف دينار، فما ظنّك بمال نثر على أناس فتطاير منه إلى بركة ماء هذا المبلغ؟!


(a) بولاق: غير القضاعي، الظاهرية: عن القضاعي.
(b) ساقطة من بولاق.
(١) المقصود القاضي أبو عبد اللّه محمد بن سلامة القضاعي في كتابه «الخطط».