وقال الشّريف أبو عبد اللّه محمد بن أسعد الجوّاني النّسّابة في كتاب «النّقط على كتاب (a) الخطط»: سمعت الأمير تأييد الدّولة تميم بن محمد، المعروف بالصّمصام، يقول في سنة تسع وثلاثين وخمس مائة: «حدّثني (b) القاضي أبو الحسين عليّ بن الحسين الخلعيّ، عن القاضي أبي عبد اللّه القضاعيّ، قال: كان في مصر الفسطاط من المساجد ستّة وثلاثون ألف مسجد (١)، وثمانية آلاف شارع مسلوك، وألف ومائة وسبعون حمّاما، وأنّ حمّام جنادة في القرافة ما كان يتوصّل إليها إلاّ بعد عناء من الزّحام، وأنّ قبالتها في كلّ يوم جمعة خمس مائة درهم».
وقال القاضي أبو عبد اللّه محمد بن سلامة القضاعيّ في كتاب «الخطط»: إنّه طلب لقطر النّدى ابنة خمارويه بن أحمد بن طولون ألف تكّة بعشرة آلاف دينار، من أثمان كلّ تكّة بعشرة دنانير، فوجدت في السّوق في أيسر وقت وبأهون سعي (٢).
وذكر عن القاضي أبي عبيد أنّه لمّا صرف عن قضاء مصر، كان في المودع مائة ألف دينار، وأنّ فائقا مولى أحمد بن طولون اشترى دارا بعشرين ألف دينار، وسلّم الثّمن إلى البائعين وأجّلهم شهرين؛ فلمّا انقضى الأجل، سمع فائق صياحا عظيما وبكاء، فسأل عن ذلك، فقيل هم الذين باعوا الدار، فدعاهم وسألهم عن ذلك، فقالوا: إنّما نبكي على جوارك. فأطرق وأمر بالكتب فردّت عليهم، ووهب لهم الثّمن، وركب إلى أحمد بن طولون فأخبره، فاستصوب رأيه واستحسن فعله.
ويقال إنّه كان لفائق ثلاث مائة فرشة، كلّ فرشة لحظيّة مثمّنة.
وأنّ دار الحرم بناها خمارويه لحرمه، وكان أبوه اشتراها له، فقام عليه الثّمن وأجرة الصّنّاع والبناء بسبع مائة ألف دينار.
وأنّ عبد اللّه بن أحمد بن طباطبا الحسيني دخل الجامع، فلم يحد مكانا في الصّفّ الأوّل، فوقف في الصّف الثاني، فالتفت أبو حفص بن الجلاّب، فلمّا رآه تأخّر، وتقدّم الشّريف مكانه، فكافأه على ذلك بنعمة حملها إليه ودار ابتاعها له، ونقل أهله إليها بعد أن كساهم وحلاّهم.
(a) ساقطة من بولاق. (b) بولاق: وحدثني. وفاة كافور، النويري: نهاية الأرب ٥٩: ٢٨ - ٦٠؛ المقريزي: المقفى الكبير ٣٤٤: ٣، ٥٣٦: ١، ٥٣٧؛ أبا المحاسن: النجوم ١٠: ٤، ٢١؛ Bianquis، Th.، «L'acte de succession de K?fur dapres Maqrisi»، An.Isl XII (١٩٧٤)، pp. ٢٦٣ - ٦٩ (١) فيما يلي ٤٠٩: ٢. (٢) فيما تقدم ٩٥.