للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتحرير ذلك أنّ الذي بين يوم الجمعة، أوّل يوم من ملك دقلطيانوس، وبين يوم الخميس أوّل سنة الهجرة، ثمان وثلاثون وثلاث مائة سنة فارسية وتسعة وثلاثون يوما.

فإذا ألغينا ذلك من تاريخ مصر في ثاني عشر بئونة سنة سبع وخمسين وثلاث مائة، بقي ثمان عشرة سنة وثمانية أشهر وثلاثة أيام. وهذه سنون شمسية، عنها من سني القمر تسع عشرة سنة وشهر وثلاثة عشر يوما، فيكون ذلك في ثالث عشر ربيع الأوّل سنة عشرين، فلعلّ الوهم وقع في الشهر القبطي.

وحاز الحصن بما فيه، وسار إلى الإسكندرية في ربيع الأوّل منها، فحاصرها ثلاثة أشهر، ثم فتحها عنوة - وهو الفتح الأوّل - ويقال بل فتحها مستهلّ سنة إحدى وعشرين، ثم سار عنها إلى برقة، فافتتحها (a) بصلح في آخر سنة إحدى وعشرين ومضى منها إلى أطرابلس ففتحها (a) عنوة في سنة اثنتين وعشرين، وقيل في سنة ثلاث وعشرين.

وقدم على أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب قدمتين: استخلف في إحداهما زكريا بن جهم العبدري، وفي الثانية ابنه عبد اللّه.

وتوفّي عمر في ذي الحجّة سنة ثلاث وعشرين، وبويع أمير المؤمنين عثمان بن عفّان فوفد عليه عمرو، وسأله عزل عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح عن صعيد مصر - وكان عمر ولاّه الصّعيد - فامتنع من ذلك عثمان، وعقد لعبد اللّه بن سعد على مصر كلّها. فكانت ولاية عمرو على مصر، صلاتها وخراجها، منذ افتتحها إلى أن صرف عنها، أربع سنين وأشهرا (١).

عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح، واسمه الحسام بن الحارث بن حبيّب بن جذيمة بن نصر ابن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ، ولي من قبل أمير المؤمنين عثمان فجاءه الكتاب بالفيّوم، فجعل لأهل أطواب (b) جعلا، فقدموا به الفسطاط (٢).

ثم إنّ منويل الخصيّ سار إلى الإسكندرية في سنة أربع وعشرين، فسأل أهل مصر عثمان أن يردّ عمرو بن العاص لمحاربته، فردّه واليا على الإسكندرية، فحارب الرّوم بها حتى افتتحها، وعبد


(a) (a-a) ساقطة من بولاق.
(b) بولاق: أطواف.
(١) الكندي: ولاة مصر ٣٣، وانظر كذلك عن عمرو بن العاص: حسن إبراهيم حسن: تاريخ عمرو بن العاص، القاهرة ١٩٢٦؛ Wensinck، A.J.، El ٢? art.Amr b.
alc? -A? s I pp. ٤٦٤ L ٢؛ عباس محمود العقاد: عمرو بن العاص، القاهرة ١٩٥٠.
(٢) نفسه ٣٤.