٦ - القطعة الأولى من مسوّدة المؤلّف المحفوظة في مكتبة خزينة الملحقة بمتحف طوبقبوسراي بإستانبول برقم ١٤٧٢ (انظر فيما تقدّم ١٠٩: ١ *- ١١٢ *)، وقد نشرت هذه المسوّدة سنة ١٩٩٥ وصدرت عن مؤسّسة الفرقان للتراث الإسلامي بلندن. وتشتمل هذه المسوّدة على القسم الأكبر ممّا ورد في هذا المجلّد الثّاني متعلّقا بذكر قاهرة المعزّ (المسوّدة ١٩ - ٣٢٦، فيما يلي ١٧١ - ٦١٣)، أمّا بقيّة نصّ المسوّدة (٣٣١ - ٤٣٥) فيتطابق مع أوّل المجلّد الثّالث (فيما يلي ٢: ٢ - ٣٢، ١٥ - ٧٦).
ومقارنة نصّ المسوّدة مع الإخراج النّهائي للكتاب يثبت أنّ المقريزي أعاد كتابة نصّ الكتاب وصياغته عند التّبييض - فيما عدا بالطّبع النّقول المطوّلة التي اقتبسها من المؤلّفين السّابقين - ويظهر ذلك بوضوح أكثر في القطعة الثّانية من المسوّدة المحفوظة في مكتبة إمانة الملحقة بمتحف طوبقبوسراي باستانبول برقم ١٤٠٥، والتي تتّفق مادّتها مع المجلّدين الثّالث والرّابع. فقد أعاد المقريزي تبويب كتابه، وأضاف إضافات كثيرة غير موجودة في المسوّدة، وغيّر من عباراته، واختصر أحيانا ذكر مصادره، وأضاف تفاصيل كثيرة غير موجودة في المسوّدة، وكلّها توضّح أنّ المقريزي لم يكتف بتبييض المسوّدة بل أعاد بناء الكتاب تماما. وكان يكتب بجوار المادّة التي انتهى من تبييضها «نقل»، وترك موادّ أخرى لم يكتب أمامها «نقل»، وخاصّة في القطعة الثّانية من المسوّدة، وهي ناقصة في الإخراج النّهائي للكتاب، وسأتعرّض لها عند حديثي إن شاء اللّه على المجلّدين الثّالث والرّابع.
وبعد صدور نشرتي للقطعة الأولى من المسوّدة، أشار عليّ بعض الأصدقاء ومن طالع هذه النّشرة من العلماء، إلى أنّهم كانوا يودّون لو عرضت مقارنة بين شكل الموادّ كما جاءت في المسوّدة وكما استقرّ عليها المقريزي في الإخراج النّهائي للكتاب لنتعرّف على الفرق بين التصوّر الأوّل للمقريزي لعمله وشكله النّهائي.
وفيما يلي عرض لترتيب موادّ القطعة الأولى من المسوّدة وما يقابلها في هذه النّشرة، والذي سيتّضح منه أنّ المقريزي لم يلتزم بنفس التّرتيب والتّسلسل في المسوّدة والمبيّضة.