للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«منّ اللّه سبحانه وعاودت مطالعتها عام ثلاث وأربعين وانتقيت منها.

كتب الفقير حسن بن محمد العطّار غفر اللّه له».

«ثم طالعته مرّة ثالثة عام ثمانية وأربعين بعد المائتين والألف عند تراكم همومى وترادف غمومي (١) فاتّخذته ملهى لي عن هذه الأمور، وأسأل اللّه حصول السّرور بمنّه وكرمه» (انظر اللّوحة).

ثم نجد خطّ الشّيخ حسن العطّار مرّة ثانية في أثناء ترجمة الأمير عزّ الدّين أيدمر الخطيري (ورقة ٢٥٨ ظ) أمام قول المقريزي: «كذا قد ذكرته في أخباره عند ذكر الجوامع من كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار» فكتب أمامها:

«من هنا يعلم أنّ هذا الكتاب للمقريزي وأنّه بخطّه، كتبه حسن العطّار عفي عنه».

كما أنّه علّق على ترجمة إياي متملّك النّوبة وصاحب دمقلة (ورقة ٢٣٦ و) تعليقا مفيدا يقول:

«اتّفق في تاريخ نيّف وثلاثين بعد المائتين والألف أنّ محمد علي باشا حين تملّك الدّيار المصرية أرسل العساكر إلى بلاد السّودان فملكت إلى أطراف بلاد الحبشة مع السّهولة واستمرّت إلى الآن - أعني سنة خمس وأربعين - جارية في تصرّفه وتمصّرت ومهّدت طرقاتها بحرا وبرّا مع الأمن، حتّى صارت كطرق ريف مصر يسلكها الواحد والجماعة، وذهب إليها من مصر قاض ومفت وجماعة من أرباب الصّنايع والزّراعات فاستحدثت بها المباني العظيمة وغرست فيها أصناف من الفواكه والبقول والزّروع التي لم تكن موجودة بينهم، وأنشئت فيها السّواقي الكبيرة، وجدّدت بها البساتين والطّواحين والمراكب، وذهب إليها جماعة من المهندسين لقياس أراضيها وبناء الجسور والقناطر واستحداث الخلجان والغدران، حتى كأنّها الآن قطعة من صعيد مصر، وقسمت ولايتها وتعدّدت حكّامها، ولولا أنّ في


(١) كان الشيخ العطّار قد تولّى مشيخة الأزهر قبل هذا التاريخ بعامين! وانظر كذلك التعليق الأخير للشيخ العطّار فيما يلي هنا.