للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المحفوظة في متحف طوبقبوسراي والكرّاسة المحفوظة في مكتبة Liege ببلجيكا.

وكان هذا المجلّد الأخير في حالة سيّئة عند الحصول عليه وتمّ ترميمه وصيانته بواسطة مرمّمين متخصّصين في أمستردام هما Katinka Keus، و Jeff Clement ألحقا بالمجلّد - الذي قسّم على خمسة أقسام - كتيّبا شرحا فيه عملية التّرميم مع تصوير حالة المجلّد قبل ترميمه. وعند ما راجعت الأقسام الخمسة للمجلّد والتي احتفظت بالترقيم الأصلي له، اتّضح لي أن ترتيب أوراقه فيه بعض الخلل، حيث وضعت كرّاسات بأكملها في غير موضعها الصّحيح وكذلك بعض أوراقه، ويدلّ على صحّة موضعها التّعقيبات، إضافة إلى نسخة مكتبة برتف باشا بإستانبول والمنقولة عن هذه النّسخة.

وكان هذا المجلّد الجديد الذي اقتنته مكتبة جامعة ليدن موجودا في مصر على الأقلّ حتى منتصف القرن التاسع عشر، فعليه من علامات المطالعة ما يؤكّد ذلك، كما أنّه لم يكن مجلّدا في الأصل بل كان مكوّنا من كراريس على هيئة رزمة، هكذا شاهده أوّل من طالعه الحافظ قطب الدّين محمد بن محمد بن عبد اللّه الخيضري، أحد تلاميذ المقريزي الذين كانوا يتردّدون عليه في منزله بحارة برجوان (١)، المتوفى بالقاهرة سنة ٨٩٤ هـ/ ١٤٧٩ م (٢)، فقد سجّل بخطّه عند نهاية ترجمة إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن إسحاق المزني الشّافعي (ورقة ١٧٠ ظ):

«الحمد للّه، طالع هذه الرّزمة من أوّلها إلى هنا داعيا لمصنّفها بطول حياته العبد محمد بن محمد بن الخيضري الدّمشقي الشّافعي - غفر اللّه تعالى له آمين - ونقل منه واستفاد في شعبان سنة ٨٤٤ (كذا) بالقاهرة».

أي في حياة المقريزي وقبل وفاته بعام، فقد توفي المقريزي في ١٦ رمضان سنة ٨٤٥ هـ.

وكتب على نفس الصّفحة بعد ذلك بثلاث مائة وأربع وتسعين عاما بخطّه الشّيخ حسن بن محمد العطّار شيخ الجامع الأزهر (١٢٤٦ - ١٢٥٠ هـ/ ١٨٣١ - ١٨٣٥ م) قبل تولّيه المشيخة:

«الحمد للّه، وكذلك طالعها فقير رحمة ربّه الغفّار حسن بن محمد العطّار بتاريخ سنة تسعة وثلاثين بعد المائتين والألف غفر اللّه له ولمؤلّفه والمسلمين آمين».


(١) أبو المحاسن: المنهل الصافي ٣٧٢: ٧ - ٣٧٣، النجوم الزاهرة ٢١٩: ٨، وفيما تقدم ٣٨: ١ *، ٤٤ *.
(٢) السخاوي: الضوء اللامع ١١٧: ٩ - ١٢٤؛ ابن إياس: بدائع الزهور ٢٦٣: ٣.