كان المعلم القديم الذي يصفه قد زال أو أدرك منه شيئا، واستخدم لذلك عبارات مثل:«وزال أثر القصر فلم يبق منه شيء ألبتّة»(فيما يلي ٣٥٤)، أو «ولم يبق لهذا الباب - أي باب الدّيلم - أثر ألبتّة» فيما يلي ٤٣١)، أو «وبقي منها - أي منظرة البعل - أثار أدركتها»(فيما يلي ٥٦٥)، أو عند حديثه على سور دار الوزارة الكبرى:«وقد بقي الآن منه قطعة في حدّ دار الوزارة الغربي وفي بعض حدّها القبلي»(فيما يلي ٤٤١)؛ وعند حديثه عن بئر زويلة يقول:«وقد شاهدت هذه البئر»(فيما يلي ٥١٩). واستخدم كذلك عبارات مثل:«وأحد البابين القديمين موجود الآن أسكفّته»، و «عقده باق إلى يومنا هذا»(فيما يلي ٢١٣)، أو عند حديثه على تربة القصر:«وبها إلى اليوم بقايا من قبورهم»(فيما يلي ٣٥٢)، أو عند حديثه على باب قصر الشّوك:«أدركت منه قطعة من جانبه الأيسر»(فيما يلي ٤٣٠)، ويقول عن قصر الشّوك:«أدركت مكانه دارا استحدثت بعد الدّولة الفاطميّة»(فيما يلي ٣٤٣). وعند حديثه عن الأقباء والسّراديب التي كانت تربط القصر الشّرقي بالمناظر على الخليج وتحوّلت في العصر المملوكي إلى أسربة للقاهرة يقول:«وهي باقية إلى يومنا هذا تصبّ في الخليج»(فيما يلي ٤٩٦)؛ وعند حديثه على الأبواب القديمة التي شيّدها جوهر القائد يقول عن باب زويلة:«ولم يبق إلى هذا العهد سوى عقده، ويعرف بباب القوس»، وعن باب النّصر «وأدركت قطعة منه كانت قدّام الرّكن الغربي من المدرسة القاصديّة»، وعن باب الفتوح «وعقده باق إلى يومنا هذا مع عضادته اليسرى وعليه أسطر مكتوبة بالقلم الكوفي»(فيما يلي ٢١٣، ٢٧٢).
أمّا «الرّواية الشّفويّة» فقد اعتمد المقريزيّ في هذا المجلّد على الأخصّ على «شيخ معمّر أدركه بالخانقاه الرّكنيّة بيبرس يعرف بابن الرّصّاص يقال له الشيخ علي السّعودي ولد في سنة سبع وسبع مائة على ما ذكر له مشافهة، وكانت له به صحبة لكثرة ما كان عنده من الأخبار»(فيما يلي ٤٤٢، ومسوّدة المواعظ ٢٥٧، ٣٧٩). كما أورد كذلك بعض الأخبار رواية عن الوزير المشير أبي المعالي يلبغا بن عبد اللّه السّالمي، الذي تولّى وظيفة الأستادّاريّة للسّلطان الملك النّاصر فرج بن برقوق سنة ٨٠١ هـ/ ١٣٩٩ م، فنقل عنه في المجلّد الأوّل (فيما تقدم ٦٠٨: ١) ما أخبره به بأنّه لم ير في البلاد التي سلكها من سمرقند إلى مصر أحسن من مدينة دمياط، وفي هذا المجلّد (فيما يلي ٣٤٥) ما ذكره له عن الكتابة المكتوبة بأسكفّة باب الجامع الأقمر؛ ومعروف أنّ الأمير يلبغا السّالمي هو أحد المماليك الظّاهريّة برقوق، وتولّى في شهر رجب سنة ٧٩٩ هـ/ ١٣٩٧ م تجديد الجامع الأقمر، وبنى مئذنة على يمنة المحراب البحري للجامع (فيما يلي ٢٩٠: ٢). وذكر كذلك بعض الأخبار سماعا عن من أدركه من المشايخ (فيما يلي ٤٩٨).