للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جنادة. وقيل أخذ (a) عوف بن أميّة بن قلع، عن أبيه أميّة بن قلع، عن جدّه قلع بن عبّاد، عن جدّ أبيه عبّاد ابن حذيفة، عن جدّ جدّه حذيفة بن عبد بن فقيم.

وكان يقال لحذيفة القلمّس، وهو أوّل من نسأ (b) الشّهور على العرب، فأحلّت منها ما أحلّ، وحرّمت (c) ما حرّم.

ثم كان بعد عوف المذكور ولده أبو ثمامة جنادة بن عوف، وعليه قام الإسلام، وكان أبعدهم ذكرا وأطولهم أمدا، يقال إنّه نسأ (b) أربعين سنة.

ولهم يقول عمير بن قيس جذل الطّعان يفتخر:

[الوافر]

وأيّ النّاس لم يسبق بوتر … وأيّ النّاس لم يعلك لجاما

ألسنا النّاسئين على معدّ … شهور الحلّ نجعلها حراما

وقال (d) عبّاد بن ثعلبة بن أنف الكلب الصّيداوي من بني أسد بن خريمة:

[الطويل]

/ أتزعم أنّي من فقيم بن مالك … لعمري لقد غيّرت ما كنت أعلم

لهم ناسئ يمشون تحت لوائه … يحلّ إذا شاء الشّهور ويحرم

وقيل كانت العرب تكبس في كلّ أربع وعشرين سنة قمريّة بتسعة أشهر، فكانت شهورهم ثابتة مع الأزمنة، جارية على سنن واحد، لا تتأخّر عن أوقاتها ولا تتقدّم.

وكان النّسيء الأوّل للمحرّم، فسمّي صفر باسمه، وشهر ربيع الأوّل باسم صفر. ثم والوا بين أسماء الشّهور، فكان النّسيء الثاني بصفر فسمّي الذي كان يتلوه بصفر أيضا، وكذلك حتى دار النّسيء في الشّهور الاثني عشر وعاد إلى المحرّم، فأعادوا فعلهم الأوّل.

وكانوا يعدون أدوار النّسيء، ويحدون بها الأزمنة فيقولون: قد دارت السّنون، من لدن زمان كذا إلى زمان كذا كذا وكذا، دورة؛ فإن ظهر لهم مع ذلك تقدّم شهر عن فصله من الفصول الأربعة، لما يجتمع من كسور سنة الشّمس وبقيّة فضل ما بينها وبين سنة القمر الذي ألحقوه بها، كبسوها كبسا ثانيا، وكان يظهر لهم ذلك بطلوع منازل القمر وسقوطها، حتى هاجر النّبيّ ، وكانت نوبة النّسيء بلغت شعبان، فسمّي محرّما وشهر رمضان صفر.


(a) ساقط من بولاق.
(b) بولاق: أنسأ.
(c) بولاق: فأحل … وحرم.
(d) بولاق: قال آخر.