للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال المنتصر بن المنذر المديني:

[الطويل]

ألا يا شعيب قد نطقت مقالة … أتيت (a) بها عمرا وحيي (b) بني عمرو

هم ملكوا أرض الحجاز بأوجه … كمثل شعاع الشّمس في صورة البدر

وهم قطنوا البيت الحرام وزيّنوا … قطورا وفازوا بالمكارم والفخر

ملوك بني حطّي وسعفص ذي النّدى … وهوّز أرباب الثّنيّة والحجر (١)

قال المسعوديّ: ولهؤلاء الملوك أخبار عجيبة من حروب وسير، وكيفية تغلّبهم على هذه الممالك وتملّكهم عليها، وإبادتهم من كان فيها وعليها (c) قبلهم من الأمم (٢).

وقيل إنّ الأيكة المذكورة في قوله ﷿: ﴿كَذَّبَ أَصْحابُ اَلْأَيْكَةِ اَلْمُرْسَلِينَ﴾ [الآية ١٧٦ سورة الشعراء]، وفي قوله : ﴿وَإِنْ كانَ أَصْحابُ اَلْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ * * فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ﴾ [الآيتان ٧٨، ٧٩ سورة الحجر] هي مدين، وقيل من ساحل البحر إلى مدين، وقيل هي غيضة نحو مدين.

وقيل بل أصحاب الأيكة الذين بعث إليهم شعيب كانوا بتبوك بين الحجر وأوّل الشّام، ولم يكن شعيب منهم، وإنّما كان من مدين.

وقال أبو عبيد البكري: الأيكة المذكورة في كتاب اللّه تعالى، التي كانت منازل قوم شعيب، روي عن ابن عبّاس - رضي اللّه تعالى عنهما - فيها روايتان: إحداهما أنّ الأيكة من مدين إلى شغب وبدا (d)؛ والثانية أنّها من ساحل البحر إلى مدين. وكان شجرهم المقل، والأيكة عند أهل اللّغة: الشّجر الملتفّ، وكانوا أصحاب شجر ملتفّ. وقال قوم: الأيكة الغيضة، وليكة اسم البلد حولها، كما قيل مكّة وبكّة. وقال أبو جعفر النّحّاس: ولا يعلم «ليكة» اسم بلد (e) (٣).

وقال ابن قتيبة: وكان بعضهم يزعم أنّ بكّة هو موضع المسجد، وما حوله مكّة، كما فرّق بين الأيكة وليكة، فقيل الأيكة الغيضة، وليكة البلد حولها (٤).


(a) بولاق: أبدت.
(b) بولاق: تحيي.
(c) ساقطة من بولاق.
(d) بولاق: شعيب.
(e) بولاق: البلد.
(١) المسعودي: مروج الذهب ٢٨١: ٢ - ٢٨٣.
(٢) نفسه ٢٨٣: ٢.
(٣) أبو عبيد البكري: معجم ما استعجم ٢١٥ - ٢١٦.
(٤) ابن قتيبة: غريب الحديث ٤٧٥: ١ - ٤٧٦.