للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج، فقتل؛ ثم دلّي (a) عليهم أخوه أبو هبيرة الحارث، فقتل؛ ثم دلّي (a) عليهم حديج بن عبد الواحد، فقتل وانصرف القوم، وذلك في ذي القعدة (١).

ثم فسد ما بين لخم والأندلسيين عند مقتل ابن ملال (b)، واقتتلوا، فانهزمت لخم، فظفر الأندلسيون بالإسكندرية في ذي الحجة، فولّوها أبا عبد الرّحمن الصّوفي، فبلغ من الفساد والنّهب والقتل ما لم يسمع بمثله، فعزله الأندلسيون، وولّوا رجلا منهم يعرف بالكناني.

ثم حارب بنو مدلج الأندلسيين، فظفر بهم الأندلسيون ونفوهم (c) عن البلاد، فلم يقدر بنو مدلج على الرّجوع إلى أرض الإسكندرية حتى طلب السّريّ من الأندلسيين أن يردّوهم، فأذنوا لهم حينئذ ورجعوا.

وكان أبو قبيل يقول: أنا على الإسكندرية من أربعين مركبا مسلمين، وليسوا بمسلمين، تأتي في آخر الصّيف، أخوف منّي عليها من الرّوم؛ فيقال له: ما هذه الأربعون مركبا في هذا الخلق لو كانت نيرانا تضطرم؟ فيقول: اسكت ويلك، منها وممّن فيها يكون خراب الإسكندرية وما حولها.

وبلغ عبد العزيز الجروي قتل ابن ملال (b)، فسار في خمسين ألفا حتى نزل على حصن الإسكندرية، وحصرها حتى أجهد من فيها فبلغه أنّ السّريّ بن الحكم بعث إلى تنّيس بعثا فكرّ راجعا في المحرّم سنة إحدى ومائتين، فدعا الأندلسيون للسّريّ (٢) ثم لمّا خلع أهل مصر المأمون، ودعوا لإبراهيم بن المهدي، وقام الجروي بذلك، سار إلى الإسكندرية، وحصر الأندلسيين حتى دخلها صلحا، ودعي له بها، ثم سار عنها إلى الفسطاط، فحارب السّريّ وقتل ابنه، ثم انصرف (٣).

فثار الأندلسيون بعامل الجروي، وأخرجوه من الإسكندرية، وخلعوا الجروي، ودعوا للسّري؛ فسار إليهم الجروي في شهر رمضان سنة ثلاث ومائتين، فعارضته القبط بسخا، وأمدّتهم بنو مدلج - وهم في نحو من مائتي ألف - فهزمهم، وبعث بجيوشه إلى الإسكندرية فحاصروها (٤).


(a) بولاق: ولي.
(b) النسخ: ملاك.
(c) بولاق: نفروهم.
(١) الكندي: ولاة مصر ١٨٦ - ١٨٧.
(٢) نفسه ١٨٨ - ١٨٩.
(٣) نفسه ١٩٣.
(٤) نفسه ١٩٥.