للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يشتمل على أخبار فسطاط مصر ومن ملكها، ورابعها يشتمل على أخبار القاهرة وخلائفها وما كان لهم من الآثار، وخامسها يشتمل على ذكر ما أدرك عليه القاهرة وظواهرها من الأحوال، وسادسها يشتمل على ذكر قلعة الجبل وملوكها، وسابعها يشتمل على ذكر الأسباب التي نشأ عنها خراب إقليم مصر. وقد تضمّن كلّ جزء من هذه الأجزاء عدّة أقسام (١).

وقد التزم المقريزي تماما بالأجزاء الأربعة الأولى التي ذكرها في مقدّمته، حيث ضمّن المجلّد الأوّل من الكتاب - الذي ننشره اليوم - الجزأين الأوّل والثاني: «أخبار أرض مصر وأحوال نيلها وخراجها وجبالها» و «مدن مصر وأجناس أهلها» الذي ذيّله بفصل تناول فيه «تاريخ الخليقة والتواريخ التي كانت للأمم قبل تاريخ القبط» وفصل هام عن تحويل السّنة الخراجيّة القبطيّة إلى السّنة الهلاليّة العربية يستكمل فيه الحديث عن الفصل الذي عقده في الجزء الأوّل حول «خراج مصر في الإسلام»؛ وضمّن المجلد الثاني الجزأين الثّالث والرّابع الذي تناول فيه «أخبار فسطاط مصر ومن ملكها» و «أخبار القاهرة وخلائفها وما كان لهم من الآثار»؛ وتناول في المجلد الثالث الجزء الخامس المشتمل على ذكر حارات القاهرة وما بها من دور وحمّامات وخانات وفنادق وخوخ … إلخ، والجزء السّادس المشتمل على ذكر قلعة الجبل وملوكها.

ولكنّ المجلّد الرّابع - وهو أكثر أجزاء الكتاب استخداما من الآثاريين - لم يشتمل على الجزء السّابع الذي كان سيتضمّن الحديث عن «الأسباب التي نشأ عنها خراب مصر» والذي أحال إليه القاريء في مواضع كثيرة من كتابه، فهذا الجزء لا وجود له ألبتّة في نصّ كتاب «المواعظ والاعتبار» الذي وصل إلينا، ومن ثمّ فيجب الافتراض أنّ المقريزي عدل عن عزمه عن معالجة هذا القسم بعد الإشارة إليه في المقدّمة، وربّما وجد في رسالته «إغاثة الأمّة» التي ألّفها سنة ٨٠٨ هـ ما يسدّ به هذا الباب، واستعاض المقريزي عن ذلك بالحديث عن المساجد الجامعة والمدارس والخوانق والزّوايا والمشاهد والمقابر والقرافة، الذي يبدو كأنّه تتمّة للجزء الخامس، ويتخلّل ذلك مقالات مطوّلة عن «المحاريب بمصر وسبب اختلافها» و «مذاهب أهل مصر ونحلهم» و «ذكر فرق الخليقة واختلاف عقائدها» و «عقائد أهل الإسلام منذ ابتداء الملّة الإسلامية إلى أن انتشر مذهب الأشعريّة»، وأخيرا اختتم الكتاب بفصول تناول فيها تاريخ اليهود والقبط وفرقهم واختلاف مذاهبهم مع تعداد أديرتهم وكنائسهم».


(١) المقريزي: المواعظ والاعتبار فيما يلي ٧ - ٨.