للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أبو عبد اللّه محمد بن عبد الرّحمن القيسي في كتابه «تحفة الألباب»: ورأيت في قصر فرعون موسى بيتا كبيرا من صخرة واحدة، أخضر كالآس، فيه صورة الأفلاك والنّجوم، لم نر عجبا أحسن منه (١).

وقال أبو الصّلت أميّة بن عبد العزيز الأندلسي: وكانت دار الملك بمصر في قديم الدّهر مدينة منف، وهي في غربيّ النّيل على مسافة اثني عشر ميلا من الفسطاط. فلمّا بنى الإسكندر مدينة الإسكندرية رغب الناس في عمارتها، فكانت دار العلم ومقرّ الحكمة إلى أن فتحها المسلمون في أيّام عمر بن الخطّاب واختطّ عمرو بن العاص مدينته المعروفة بالفسطاط، فانتشر أهل مصر وغيرهم من العرب والعجم إلى سكناها، فصارت قاعدة ديار مصر ومركزها إلى وقتنا هذا (٢).

وقال الأستاذ إبراهيم بن وصيف شاه الكاتب، وقد ذكر أخبار مدينة أمسوس وخراب عمائر أرض مصر بطوفان نوح : ولمّا نزل الماء كان أوّل من ملك مصر (٣) بعد الطّوفان بيصر بن حام بن نوح، وكان معه ثلاثون من الجبابرة من أهله وولده، فاجتمعوا وبنوا مدينة منف ونزلوا بها. وكان فليمون الكاهن الذي تقدّم ذكره في خبر مدينة أمسوس من جملتهم، وكان قد زوّج ابنته ببيصر المذكور، وجاءت معه إلى مصر،


(١) أبو حامد الغرناطي: تحفة الألباب ٧٨.
(٢) أمية بن عبد العزيز: الرسالة المصرية ٢٩.
(٣) لا نعرف على وجه الدقة المصادر الحقيقية التي استمدّ منها المؤلّفون العرب المواد التي اعتمدوا عليها في ذكر أسماء الملوك المصريين القدماء - فيما عدا أسماء ملوك الأسرات التسعة الأخيرة (انظر فيما يلي ٣٨٩ - ٣٩١) - وجميع هذه الأسماء محرّفة ولا تتّفق بالطبع مع ما ورد على الآثار وكشفت عنه الدراسات الحديثة. ووصلت هذه الأسماء إلى المؤلفين العرب عن طريق مؤلّفات وسيطة، سواء مؤلّفات يونانية روت التاريخ الأسطوري لمصر، أو ترجمات سريانية وقبطية لكتب يونانية مليئة بأخبار العجائب والمعجزات. والمصدر الرئيسي لهذه المعلومات - كما وردت عند المؤرّخين المتأخّرين - هو كتاب «أخبار مصر وعجائبها» لإبراهيم بن وصيف شاه (انظر فيما تقدم ٣٥٠). وقد حاول العالم المصري أحمد كمال باشا تصويب هذه الأسماء في مقال قديم Ahmad Kamal، «Notes sur la rectification des moms arabes des antiens rois d'Egypte»، BIE؛ ٤ ٠? serie-n ٠? ٤ (١٩٠٣)، pp. ٨٩ - ٤٢٤ وعن المصادر المختلفة لهذه المعلومات انظر مقدمة جاستون فييت لكتاب Wiet، G.، L'Egypte de Murtadi fils de Gaphiph- Introduction، traduction et notes، Paris ١٩٥٣، pp. ١ - ٤٧؛ ودراسة مايكل كوك Cook، M.، «Pharaonic History in Medieaval Egypt»، SI ٥٧. (١٩٨٣)، pp. ٦٧ - ١٠٣