وفي زمننا كان شخص يعرف بالشّيخ محمد صائم الدّهر من جملة صوفيّة الخانقاه الصّلاحية سعيد السّعداء، قام في نحو من سنة ثمانين وسبع مائة، لتغيير أشياء من المنكرات، وسار إلى الأهرام، وشوّه وجه أبي الهول وشعّثه، فهو على ذلك إلى اليوم (١). ومن حينئذ غلب الرّمل على أراض كثيرة من الجيزة. وأهل تلك النّواحي يرون أنّ سبب غلبة الرّمل على الأراضي فساد وجه أبي الهول، وللّه عاقبة الأمور.
وما أحسن قول ظافر الحدّاد (٢):
[الوافر]
تأمّل حكمة الأهرام (a) واعجب … وبينهما أبو الهول العجيب
ويقال إنّ أتريب بن قبط بن مصر بن بيصر بن حام بن نوح أوصى أخاه صا عند موته أن يحمله في سفينة ويدفنه بجزيرة وسط البحر، فلمّا مات فعل ذلك من غير أن
(a) بولاق: هيئة الهرمين. (b) عند ابن فضل اللّه العمري: وفيض البحر عندهما. (١) انظر فيما يلي ١٤٧: ٢، ١٧٧. (٢) أبو نصر ظافر بن القاسم بن منصور بن عبد اللّه الجروي الحزامي الإسكندراني المعروف بالحدّاد، شاعر مفلق من العصر الفاطمي توفي سنة ٥٢٩ هـ/ ١١٣٤ م (انظر ترجمته ونماذج من شعره عند، السّلفي: معجم السفر ١٢٣ - ١٢٤؛ ابن ظافر: أخبار الدول المنقطعة ٩٥؛ ابن خلكان: وفيات الأعيان ٥٤٠: ٢ - ٥٤٣؛ ابن ميسر: أخبار مصر ١٢٣؛ العماد الأصفهاني: خريدة القصر (قسم مصر) ١: ٢ - ١٧؛ ياقوت الحموي: معجم الأدباء ٢٧: ١٢ - ٣٣؛ الصفدي: الوافي بالوفيات ٥٢١: ١٦ - ٥٢٢؛ المقريزي: المقفى الكبير ٣٩: ٤ - ٤١؛ أبي المحاسن: النجوم الزاهرة ٣٧٦: ٥ - ٣٧٨؛ وانظر كذلك محمد كامل حسين: في أدب مصر الفاطمية ٢٢٤ - ٢٢٨؛ وللدكتور حسين نصار: ظافر الحداد، شاعر مصري من العهد الفاطمي، القاهرة ١٩٧٥، ونشر ديوان شعره بالقاهرة سنة ١٩٦٩ ومعظمه في مدح وزراء الدولتين الآمرية والحافظية وأعيان مصر. وانظر الأبيات في الديوان ٤ وعند الإدريسي: أنوار علوي ١٤٩؛ ياقوت: معجم البلدان ٤٠٢: ٥؛ ابن فضل اللّه العمري: مسالك الأبصار ٢٣٨: ١؛ السيوطي: حسن المحاضرة ٨١: ١. (٣) العمّارية هنا الهودج.