للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الطويل]

ألست ترى الأهرام دام بناؤها … ويفنى لدنيا العالم الإنس والجنّ

كأنّ رحى الأفلاك أكوارها على … قواعدها الأهرام والعالم الطّحن

وقال (١):

[الرجز]

/ قد كان للماضين من … سكّان مصر همم

فالفضل عنهم فضلة … والعلم فيهم علم

ثم انقضت أعلامهم … وعلمهم واحتطموا

وانظر تراها ظاهرا … باد عليها الهرم

وقال:

[الطويل]

خليلي لا باق على الحدثان … من الأوّل الباقي فيحدث ثاني

إلى هرمي مصر تناهت قوى الورى … وقد هرمت في دهرها الهرمان

فلا تعجبا أن قد هرمت فإنّما … رماني بفقدان الشّباب زماني

وعوجا بقرطاجنّة فانظرا بها … جنابتي العادين تنتحبان

وإيوان كسرى فانظراه فإنّه … يخبر كما بالصّدق كلّ أوان

فلا تحسبا أنّ الفناء يخصّني … ألا كلّ ما فوق البسيطة فان

ووجدت بخطّ الشّيخ شهاب الدين أحمد بن يحيى بن أبي حجلة التلمسانيّ (٢): أنشدني القاضي فخر الدين عبد الوهّاب المصري لنفسه في الأهرام، سنة خمس وخمسين وسبع مائة، وأجاد:

[الكامل]

أمباني الأهرام كم من واعظ … صدع القلوب ولم يفه بلسانه

أذكرنني قولا تقادم عهده … «أين الّذي الهرمان من بنيانه»


= اشتهر بكتابه «أزهار الأفكار في جواهر الأحجار» كما له دراية واسعة بالشعر والأدب، أقام بمصر وتوفي بالقاهرة سنة ٦٥١ هـ/ ١٢٥٣ م (الصفدي: الوافي بالوفيات ٢٨٨: ٨ - ٢٩١؛ المقريزي: المقفى الكبير ٧٣٨: ١ - ٧٤٢).
(١) الأبيات عند الصفدي: الوافي بالوفيات ٢٩٠: ٨.
(٢) شهاب الدين أحمد بن يحيى بن أبي حجلة التلمساني المتوفى سنة ٧٧٦ هـ/ ١٣٧٥ م (ابن حجر: الدرر الكامنة ٣٥٠: ١، إنباء الغمر ٨١: ١؛ أبو المحاسن: المنهل الصافي ٢٥٩: ٢ - ٢٦١، النجوم الزاهرة ١٣١: ١١).