وعن ربيعة، عن الحارث بن بلال، عن أبيه بلال بن الحارث، أنّ النّبيّ ﷺ أقطعه العقيق أجمع.
وعن حمّاد بن سلمة، عن أبي مكين، عن أبي عكرمة مولى بلال بن الحارث، قال: أقطع رسول اللّه ﷺ بلالا أرضا فيها جبل معدن، فباع بنو بلال عمر بن عبد العزيز أرضا منها، فظهر فيها معدن (أو قال: معدنان)، فقالوا: إنّما بعناك أرض حرث ولم نبعك المعادن، وجاءوا بكتاب النّبيّ ﷺ لهم في جريدة. فقبّلها عمر وفتح ومسح بها عينيه، وقال لقيّمه: انظر ما خرج منها وما أنفقت، فقاصّهم بالنّفقة، وردّ عليهم الفضل.
واصطفى عمر بن الخطّاب ﵁ من أرض السّواد أموال كسرى وأهل بيته، وما هرب عنه أربابه أو هلكوا، فكان مبلغ غلّته تسعة آلاف درهم، كان يصرفها في مصالح المسلمين ولم يقطع شيئا منها.
ثم إنّ عثمان ﵁ أقطعها - لأنّه رأى إقطاعها أوفر لغلّتها من تعطيلها، وشرط على من أقطعها أن يأخذ منه حقّ الفيء، فكان مبلغ غلّته خمسين ألف ألف درهم، كان منها صلاته وعطاياه؛ ثم تناقلها الخلفاء بعده.
فلمّا كان عام الجماجم سنة اثنتين وثمانين، في فتنة عبد الرّحمن بن الأشعث، أحرق الدّيوان، وأخذ كلّ قوم ما يليهم.
وأقطع عمر بن الخطّاب ﵁ ابن سندر منية الأصبغ، فحاز منها لنفسه ألف فدّان.
وقال وكيع، عن سفيان، عن جابر الجعفي، عن عامر: لم يقطع أبو بكر ولا عمر ولا عليّ ﵃ وأوّل من أقطع القطائع عثمان ﵁ وبيعت الأرضون في خلافة عثمان. قال اللّيث بن سعد: ولم يبلغنا أنّ عمر بن الخطّاب أقطع أحدا من الناس شيئا من أرض مصر إلاّ ابن سندر، فإنّه أقطعه أرض منية الأصبغ، فلم تزل له حتى مات، فاشتراها الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان من ورثته فليس بمصر قطيعة أقدم منها ولا أفضل (١).