يتجهّز بها، وألف يترفّق بها، فمات وهو في ارتياد ذلك قبل أن يفعل (١).
وكان يقري البعوث على قدر المسافة: إن كان بعيدا فسنة، وإن كان دون ذلك فستة أشهر؛ فإذا أخلّ الرجل بثغره، نزعت عمامته وأقيم في مسجد حيّه، فقيل: هذا فلان قد أخلّ.
وقال سيف بن عمر (٢): أوّل عطاء أخذ سنة خمس عشرة.
وكان عمرو بن العاص ﵁ يبعث من مصر إلى عمر بن الخطّاب ﵁ بالجزية بعد حبس ما كان يحتاج إليه.
فلمّا استخلف عثمان ﵁ لثلاث مضين من المحرّم سنة أربع وعشرين، زاد الناس مائة؛ وكان أوّل من زاد ورفد أهل الأمصار، وهو أوّل من رفدهم وصنع فيهم الصّنائع، فاستنّ به الخلفاء في الزّيادة.
وكان عمر قد فرض لكلّ نفس منفوسة من أهل الفيء في رمضان/ درهما في كلّ يوم، وفرض لأمّهات المؤمنين درهمين، فقيل له: لو صنعت لهم به طعاما فجمعتهم عليه؟
فقال: أشبعوا الناس في بيوتهم.
فأقرّ عثمان ﵁ ذلك، وزاد فوضع لهم طعام رمضان، وقال: هو للمتعبّد الذي يتخلّف في المسجد، ولابن السّبيل، وللمغترين بالناس في رمضان، فاقتدى به الخلف (a) من بعده.
(a) بولاق: الخلفاء. (١) الطبري: تاريخ ٦١٥: ٣؛ ابن الأثير: الكامل ٥٠٤: ٢؛ وانظر عن العطاء فيما يلي ٩٥: ١. (٢) سيف بن عمر الأسدي التميمي المتوفى في خلافة هارون الرشيد، هكذا أورد اسمه ابن النديم في الترجمة القصيرة التي خصّصها له، وذكر له من الكتب: «كتاب الفتوح الكبير والرّدّة» و «كتاب الجمل ومسير عائشة وعلي» (الفهرست ١٠٦). واعتمد على مؤلفات سيف كثير من المؤلفين، سواء كانوا من المؤرخين أو أصحاب الرجال وحتى أصحاب الحديث. واعتمد الطبري اعتمادا كبيرا على مؤلفات سيف بن عمر، فأورد رواياته في حديثه عن الرّدّة وفتوح الشّام والعراق ومصر وفارس ووقعة الجمل وأخبار الخلفاء الراشدين؛ وما جرى في أيامهم من الأحداث، ولكن دون أن يذكر أي عنوان لكتب سيف، فاعتمد من جاء بعده من المؤرخين على رواياته عن سيف بن عمر مثلما فعل المقريزي هنا (راجع، الذهبي: ميزان الاعتدال ٢٥٥: ٢؛ الصفدي: الوافي بالوفيات ٦٦: ١٦؛ جواد علي: «موارد تاريخ الطبري»، مجلة المجمع العلمي العراقي ٢ (١٩٥١)، ١٦٣ - ١٦٦؛ ١٢ - ٣١١ .. (Sezgin، F.، GAS I، pp ونشر قاسم السامرائي قطعة من كتاب الرّدّة والفتوح وكتاب الجمل ومسير عائشة وعلي، لايدن ١٩٩٥، وانظر مقدمته.