للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بدر وغيرهم مائة مائة، ثم دعا ستين مسكينا فأطعمهم خبزا بملح، فأحصوا ما أكلوه فوجدوه يخرج من جريتين (a)، ففرض لكلّ إنسان يقوم بالأمر له ولعياله جريتين جريتين (a) في كلّ شهر، مسلمهم وكافرهم (١).

وفرض لأزواج النّبيّ عشرة آلاف عشرة آلاف، إلاّ من جرى عليه البيع، فقالت أمّهات المؤمنين: ما كان رسول اللّه يفضّلنا عليهن في القسمة ولكن كان يسوّي بيننا فسوّ بيننا؛ فجعلهن على عشرة آلاف عشرة آلاف، وفضّل عائشة بألفين، فأبت، فقال:

لفضل منزلتك عند رسول اللّه ، فإذا أخذتها فشأنك (٢).

وكان الناس أعشارا، فكانت العرفاء ثلاثة آلاف عريف، كلّ عريف على عشرة، ورزق الخيل على أعرافها (٣). فما زالوا كذلك حتى اختطّت الكوفة والبصرة، فغيّرت العرفاء والأعشار، وجعلت أسباعا، وجعل مائة عريف، على كلّ مائة ألف درهم عريف. وكانت كلّ عرافة من القادسيّة خاصّة، ثلاثة وأربعين رجلا وثلاثا وأربعين امرأة وخمسين من العيال، لهم مائة ألف درهم. وكلّ عرافة من أهل الأيّام عشرين رجلا على ثلاثة آلاف وعشرين امرأة، ولكل عيّل مائة على مائة ألف درهم. وكلّ عرافة من الرّادفة الأولى ستين رجلا وستين امرأة وأربعين من العيال، ممّن كان رجالهم ألحقوا على ألف وخمس مائة، على مائة ألف درهم. وكان العطاء يدفع إلى أمراء الأسباع وأصحاب الرّايات - والرّايات على أيادي العرب - فيدفعونه إلى العرفاء والنّقباء والأمناء، فيدفعونه إلى أهله في دورهم (٣). فمات عمر والأمر على ذلك.

وقد عزم قبل موته أن يجعل العطاء أربعة آلاف أربعة آلاف، وقال: لقد هممت أن أجعل العطاء أربعة آلاف أربعة آلاف: ألف يخلّفها الرجل في أهله، وألف يتزوّدها معه في سفره، وألف


(a) بولاق: جزيبتين.
(١) الطبري: تاريخ ٦١٥: ٣؛ ابن الأثير: الكامل ٥٠٤: ٢.
(٢) ابن الأثير: الكامل في التاريخ ٥٠٣: ٢ - ٥٠٤.
(٣) الطبري: تاريخ ٤٩: ٤؛ وانظر عن تقسيم الأعشار والعرفاء بالبصرة والكوفة، صالح أحمد العلي: خطط البصرة ومنطقتها - دراسة في أحوالها العمرانية والمالية في العهود الإسلامية الأولى، بغداد ١٩٨٦، ٥١ - ٥٢؛ هشام جعيط: الكوفة - نشأة المدينة العربية الإسلامية، الكويت ١٩٨٦، ١٧١ - ١٨١؛ وكذلك مادة عريف في دائرة المعارف الإسلامية Salih A.el.Ali & CI.Cahen، El ٢?
art.c? Ari? f I، pp. ٦٤٩ - ٥١.