ثم فتح بلاد لكنوتي، وهي كرسي تسع ملوك. ثم فتح بلاد دواكير، ولها أربع وثمانون قلعة كلّها جليلات المقدار، وبها ألف ألف قرية ومائتا ألف قرية. ثم فتح بلاد دورسمند، وكان بها ستّة ملوك. ثم فتح بلاد المعبر، وهو إقليم جليل له سبعون مدينة بنادر على البحر.
وجملة ما بيده ثلاثة وعشرون إقليما وهي: إقليم دهلي، وإقليم الدّواكير، وإقليم الملتان، وإقليم كهران، وإقليم سامانا، وإقليم سوستان، وإقليم وجا، وإقليم هاسي، وإقليم سرسني، وإقليم المعبر، وإقليم تلنك، وإقليم كجرات، وإقليم بداون، وإقليم عوض، وإقليم الفيوج، وإقليم لكنوتي، وإقليم بهادر، وإقليم كرة، وإقليم ملاوة، وإقليم نهاور، وإقليم كلافور، وإقليم جاجنكز، وإقليم بلخ، وإقليم دورسمند. وهذه الأقاليم تشتمل على ألف مدينة ومائتي مدينة.
ومدينة دهلي دور عمرانها أربعون ميلا، وجملة ما يطلق عليه اسم دهلي إحدى وعشرون مدينة، وفي دهلي ألف مدرسة كلّها للحنفيّة إلاّ واحدة فإنّها للشّافعيّة، ونحو سبعين مارستانا، وفي بلادها من الخوانك والرّبط نحو ألفين، وبها جامع ارتفاع مئذنته ستّ مائة ذراع في الهواء.
وللسّلطان خدمة مرّتين في كلّ يوم: بكرة، وبعد العصر. ورتّب الأمراء على هذه الأنواع:
أعلاهم قدرا الخانات، ثم الملوك، ثم الأمراء، ثم الإسفهسلارية، ثم الجند.
وفي خدمته ثمانون خانا، وعسكره تسع مائة ألف فارس، وله ثلاثة آلاف فيل تلبّس في الحروب البركسطوانات الحديد المذهّب، وتلبّس في أيّام السّلم جلال الدّيباج وأنواع الحرير، وتزيّن بالقصور والأسرّة المصفّحة، ويشدّ عليها البروج الخشب يركب فيها الرّجال للحرب، فيكون على الفيل من عشرة رجال إلى ستّة.
وله عشرون ألف مملوك أتراك، وعشرة آلاف خادم خصيّ، وألف خازندار، وألف بشمقدار، ومائتا ألف عبد ركابيّة تلبس السّلاح وتمشي بركابه وتقاتل رجّالة بين يديه.
والإسفهسلارية لا يؤهّل منهم أحد لقرب السّلطان، وإنّما يكون منهم نوع الولاة ونحوهم.
والخان يكون له عشرة آلاف فارس، وللملك ألف، وللأمير مائة فارس، وللإسفهسلار دون ذلك. ولكلّ خان عبرة لكّان - كلّ لك مائة ألف تنكة، كلّ تنكة ثمانية دراهم (١). وكلّ ملك من ستين ألف تنكة إلى خمسين ألف تنكة، ولكلّ أمير من أربعين ألف تنكة إلى ثلاثين ألف تنكة، ولكلّ إسفهسلار من عشرين ألف تنكة إلى ما حولها، ولكلّ جندي من عشرة آلاف تنكة
(١) ذكر المقريزي في الكرّاسة المحفوظة في مكتبة Liege (ورقة ١٥٥ ظ): أنّ نقود الهند التي يتعاملون بها: اللّكّ الأحمر وهو مائة ألف تنكة ذهب.